اهتمت الصحف الإسرائيلية بإحياء ذكرى “نكسة يونيو”، التي وافقت يوم الخامس من الشهر الجاري، وكان أهم ما سلطت عليه الضوء هذا العام: كيف أن السلطات المصرية وقتئذ منحت إسرائيل وقتًا كافيًا كي تستعد، سواء من خلال الحشد الواضح للقوات في صحراء سيناء أو عبر الاطمئنان لرد الفعل الدولي، بخاصة الولايات المتحدة، فضلاً عن نصب إسرائيل فخًا لجر عبد الناصر إلى الحرب باللعب على وتر زعامته للعالم العربي.
السطور تستعرض أبرز ما نشرته الصحف الإسرائيلية حول الذكرى الثامنة والأربعين لنكسة يونيو، واحتلال سيناء والجولان والضفة الغربية ومدينة القدس, والتي تعرف أيضا بـ”حرب الأيام الستة”:
قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل: قبل يومين من شن إسرائيل حرب الأيام الستة، عقد السياسيون والعسكريون اجتماعا اتهموا فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتردد، خاصة بعد ملاحظة حشد القوات المصرية في سيناء، للدرجة التي جعلتهم يحذرون من تداعيات وجودية ضد إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء أرليه ياريف، وصف إسرائيل ومصر بأنهما “بيادق” في اللعبة الكبيرة، موضحا “في حال ما اخذت إسرائيل خطوات سريعة وإجراءات فورية، لن تمثل الولايات المتحدة “عقبة رئيسية أمام أعمالنا”، بينما قال شارون وقتها “إن تأجيل الغارات سيكون خطأ من الدرجة الأولى، حيث أن الهزيمة المدوية للجيش المصري مضمونة”.
وأبرزت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ما قاله الجنرال إسحق رابين أثناء الاستعداد للحرب: “أنا متأكد أنني وغالبية ضباط الجيش لا نريد الحرب، وأعتقد أننا قد نجد أنفسنا في وضع عسكري نفقد فيه العديد من المزايا، لكن وجودنا أصبح في خطر حقيقي, والحرب ستكون صعبة وستفرز العديد من الضحايا”، مضيفا: “مع استعداد الجيش المصري في سيناء، فإن كل يوم يمر دون قيام إسرائيل بالهجوم سيسمح للمصريين بالتوغل أبعد من ذلك”, مؤكدا “أن الهدف الرئيسي هو التعامل مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر بضربة حاسمة يمكنها إحداث تغيير في الشرق الأوسط بأكمله”.
وتطرقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى بعض التفاصيل النوعية، حيث لفتت إلى “أن أحد مخاوف إسرائيل التي سبقت نكسة يونيو في 1967 هو أن سلاح الجو المصري هدد بمهاجمة مفاعل ديمونا النووي, لكن مع اندلاع الحرب، وجه سلاح الجو الإسرائيلي ضربة استباقية مفاجئة، واستطاع في غضون ثلاث ساعات تدمير القوات الجوية المصرية بأكملها، والتي ظلت جالسة مثل البط على الطرق في مطاراتها”- على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية- مشيرة إلى أنه “بعد بضعة أيام من طرد المصريين لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وإغلاق مضيق تيران، ومنع السفن الإسرائيلية والدولية من الوصول إلى ميناء إيلات, حشدت إسرائيل احتياطياتها العسكرية”.
وسلط موقع “جلوبال ريسيرش” البحثي على جانب آخر مهم من الحقيقة الكاملة لـ”نكسة يونيو”، وكيفية تهيئة المسرح لحرب ،1967 قائلا: نصبت إسرائيل فخا للرئيس المصري جمال عبد الناصر.. والمفتاح لفهم هذه الحقيقة، هو أنه في يوم 4 نوفمبر 1966، وقعت مصر وسوريا اتفاق الدفاع المشترك، على أمل أن يمكن عبد الناصر من منع الحرب”، مضيفة أن المشكلة التي واجهت عبد الناصر حينئذ أن إسرائيل إذا قامت بالهجوم على سوريا سيكون عليه الاختيار، إما: أن يذهب للدفاع عن دولة عربية، أو لا يفعل شيء، وهو ما يفقده مصداقيته بوصفه زعيمًا للعالم العربي، لا سيما بعد توقيع اتفاق الدفاع بين مصر وسوريا، حينها بدأت إسرائيل في نسج فخها من خلال إطلاق النار عبر الحدود مع سوريا، ما أدى لمقتل اثنين في دمشق”.
وأضاف الموقع البحثي: “أن الغرض الحقيقي من وراء هذه الاستفزازات الإسرائيلية على الجبهة السورية، والدعاية الداعمة لها، كان إجبار عبد الناصر على اتخاذ خطوة عسكرية يستغلها صقور إسرائيل لتقديمها كدليل على أن العرب كانوا يعتزمون مهاجمة إسرائيل، وأن وجودها في خطر”.