يعتبر عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، نفسه طبيبًا، حيث قال: “أنا ربنا خلقني طبيب أوصف وأشخص الحالة، ربنا خلقني كده، وأعرف كيف أوصف وأشخص الحالة وهناك من يحاول التشكيك فينا، ولكننا نصبر عليه ورسالتنا للجميع أن المصريين يبنون بلدهم بإصرار وعزيمة”.
وأقسم السيسي بالله – خلال اللقاء الذي عقده مع أعضاء الجالية المصرية في ألمانيا – أنه “يبذل مجهودًا جبارًا لرفعة مصر”، مشددًا على أنه “يتحدث للمصريين، ويعمل من قلبه بوازع وطني ومن مصلحة وطنية فقط“..
وأكد السيسي على “ضرورة بذل مزيد من الجهد والمثابرة”، قائلًا: “إحنا بنهابر فعلا زي ما قلت أول الأسبوع، ومش بننام، عشان البلد ترجع تقف على رجليها”.
ووجه السيسي حديثه للمصريين قائلًا: “أنا لست زعيمًا ولا رئيسًا ولا قائدًا، أنا واحد منكم، وهذا ليس كلامًا، أنا فعلًا يشرفني أن أكون واحدًا منكم”، وأضاف “لا تخشوا على البلد من أي فاسد أو متآمر في الداخل أو الخارج سيبوهم لينا”.
ويرى قائد الانقلاب، أن “مصر لن تتقدم إلاّ بالتخلص من هيكل الدعم المشوه الحالي، وإعادة هيكلته، حتى لا يتضرر محدود الدخل، وفي الوقت ذاته لا يستفيد الأغنياء فقط”.
من جانبه أعرب الباحث السياسي حازم حسني عن دهشته من تصريحات السيسي، قائلا: “يرى السيسي أن الله خلقه طبيباً يشخص المرض ويصفه، استطاع بحكمة “الحكيم” أن يرى مصر في 25 يناير وهي فى قمة التردي (حاجة كده زى منحدر الصعود!) وأنها وهي على حافة الهاوية في 25 يناير سقطت (يبدو بفعل حركة الجماهير التي سارعت لإنقاذها) حتى جاءها من يمسك بها وهي في حالة سقوط حر، بس الحقيقة الراجل متواضع، واكتفى فقط بدور “الحكيم المداوى”!!”.
ووجه حسني سؤالا للسيسي- عبر منشور له على “فيس بوك”- قائلا “سؤال للحكيم اللى ربنا خلقه عشان يبقى طبيب روحانى: هو انت لما ربنا خلاك تشوف مصر وهى خلاص فى “قمة التردى”، ما وقفتوش ليه فى وش مبارك وعيلته ومحاسيبه فى الوقت المناسب؟، ما حدش قال لكم قوموا بانقلاب، لكن ليه ما زمجرتوش في وشه لإيقاف هذه الكارثة؟!”.
وتابع متسائلًا: “سؤال تاني من فضلك: لما مصر كانت على حافة الهاوية في 25 يناير، وحركة الجماهير وقعتها على ما يبدو من كلامك، ما حاولتوش ليه تنقذوها يوم 11 فبراير 2011 لما بقت السلطة كلها (بما فيها السلطة القضائية) في إيديكم، وكان معاكم تأييد كامل من الميدان اللي اطمأن ليكم واعتبر إنكم حتقوموا بالواجب وأكتر حسبما يمليه عليكم الشرف العسكري؟!”.
ووجه “حسني” سؤالًا ثالثًا، فقال: “سؤال تالت قبل ما المرارة تنفجر، ونحتاج طبيب مرارة بدل الطبيب الروحانى: هو لما سيادتك كنت شايف ببصيرتك اللي ربنا اختصك بيها إن البلد وصلت “قمة التردي” على يد مبارك ورجاله وسياساته، ليه محافظ على نفس هؤلاء الرجال ونفس هذه السياسات ونفس هذه الأساليب ونفس هذه الألاعيب”.