أرسل المعتقل عامر مسعد، المحكوم عليه بالإعدام في الدقهلية، رسالة من محبسه عن طريق زوجته، أذاعتها قناة الثورة، ونشرتها حملة “الحياة حق” التي دشنها عدد من النشطاء والحقوقين لرفض أحكام الإعدام بمصر في صفحتها على الفيس بوك.
وقال عامر- في رسالته- “صُوب تجاه قلبي سهام أعدائي، تُريد إفنائي ..فمن خلف ثمانية أبواب مُظلمة، ومن داخل ظُلمة ليلي، وظُلمة وحدتي، وظُلمة زنزانتي، وظُلمة ظُلم الظالمين لي ولكل من نادى بالحق، ظُلمات بعضها فوق بعض تجعلني في قبري لكن مع حياتي ..أكتب إليكم رسالتي هذه”.
وأضاف: “أولاً إلى زوجتي التي هي نعمة من ربي، زوجة صالحة خير متاع دنياي، أحسبها والله حسيبها، ولا أُزكيها علي ربي وربها، أود أن أقول لها: هنيئاً لنا الجنة بغير حساب إن شاء الرحمن”.
واستدرك بقوله: “لكل الغافلين الذين لم يفتح الله لهم بأن يعرفوا الحق من الباطل، رغم وضوحه، هداني الله وهداهم، أود أن أقول لهم اقتربت الساعة فتوبوا إلي الله”.
ووجه مسعد كلامه للقاضي قائلا: “بحُكمك هذا قد ظننت أنك قد حكمت عليّ، ولكن في الحقيقة، إنك حكمت علي نفسك، فسوف نقف أمام الله سوياً، وسأقتص منك، لأنني علي يقين بأن الله علي كل شيء قدير، وأن الله ليس بظلّام للعبيد”.
وقال عامر لإخوته: “عَامِلوا أمي بخُلق الإسلام، وقبلوا لي يديها كل صباح”.
ووجه كلامه للناس عامة: “عيشوا مع الله ولن تخسروا، ورسخوا في قلوبكم أن الله علي كل شيء قدير، فـ واللهِ لن تخسروا ..ولم يُصبرني علي هذا كله إلا إنني أيقنت، وتوغل في داخلي هذا المعني، فـ واللهِ أشعر بسعادة ما بعدها سعادة، أشعر بجنةٍ علي الأرض بذكر الرحمن، واسأله الفردوس الأعلى بإذن الله في الآخرة”.
وأضافت الرسالة: “ويظن الغافلون أنني قد خسرت كل شيء، لا والله بل كسبت تعلقي بالله، وتعلمت في هذه المحنة التي هي بالنسبة لي منحة دروس وعبر وعظات، لو كنت جلست بقية عُمري أدرس في جميع دول العالم ما تعلمت أبداً ربع ما علمني إياه الله”.
واختتم رسالته بقوله: “أود أن أوجه الرسالة لكل من عرفتهم وعرفوني، وتحدثت معهم في أي يوم من الأيام أن يسامحوني إن كنت قد أخطأت في حقهم بقصد أو بدون قصد، وإنني ليس في قلبي أي شئ حتى ألقي الله بقلبٍ سليم، وفي نهاية كلامي أتمني من الله ألا أكون قد أطلت كلامي عليكم”.
يُذكر أن أسامة عبدالظاهر، قاضي إعدامات الدقهلية، قد صدق على حُكم الإعدام بحق عامر مسعد في 18 مايو الماضي، كما حكم عليه بمؤبدين في قضيتين آخريين، وينتظر عامر نطقاً بالحُكم في 22 من يونيو الجاري، في قضية رابعة، بعدما كانت قد أُحيلت أوراقه فيها إلي المفتي.