بدأت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام المصري الترويج لفكرة هجرة الشباب خارج الوطن؛ في ظل فشل الدولة في توفير فرص عمل أو تقديم أي خدمات لهم.
وبعد مرور عام من حكم عبد الفتاح السيسي للبلاد، تحول الوضع داخل مصر من مطالبة المصريين بالعودة والمشاركة في البناء كما حدث بعد ثورة 25 يناير، إلي مطالبة المصريين بالهجرة ومغادرة البلد؛ لأن الوضع الحالي صعب ولا تسطيع الدولة تحمل مسؤلياتهم.
وفي مقابل ذلك، تؤكد تصريحات رسمية -مصدرها محافظ الشرقية- للمواطنين أن الدولة لم تعد قادرة على تحمل احتياجاتهم، وذلك بعد أشهر من مطالبة مسؤولين وإعلاميين مصريين بمزيد من الصبر على مشاكل البلاد المتفاقمة.
دعوات إعلامية
أما إعلاميًا، فبات الحديث فقط موجّها للشعب، إما “الرضا بالأمر الواقع”، أو “أن أرض الله واسعة”.
وكالعادة؛ ظهر الإعلامي عمرو أديب وهو يخاطب المصريين في أحد برامجه التلفزيونية قائلاً: “هو حضراتكم ليه مش بتهاجروا.. كل دول العالم بتشجع أبناءها على الهجرة… روح اشتغل بره وحول الفلوس لبلدك وأسرتك، محدش هيشغلك هنا”.
من يرفض الوضع الاقتصادي يهاجر
ومن جانبة طالب الإعلامي تامر أمين، الشعب المصري بالتخلي عن حيادهم تجاه الأوضاع السياسية التي تعيشها مصر حاليا، وأن يعلنوا موقفهم بوضوح سواء التأييد أو المعارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال “أمين”، في برنامجه “من الآخر” المذاع على فضائية “روتانا مصرية”،: “عندما يصبح الوطن في خطر، يصبح الحياد خيانة، ولأول مرة يكون في مصر رئيس مصيره مرتبط بمصير الدولة المصرية”.
وتابع،: “اللي فاكر إن شوية معاناة اقتصادية ولا رفع أسعار دي عيشة ما تتعش، ياخد باسبوره ويغور، وحدود مصر مفيش أطول منها”.
الدعوات “لربط الأحزمة” والصبر كان استهلها السيسي نفسه حينما خاطب المصريين بقوله “أنا كنت صادق جداً معكم.. كنت أمين معكم، وقلت احنا هنحتاج سنتين من العمل الجاد”.
وعلى النقيض من ذلك، يستذكر كثير من المصريين ما كانت تبثه شاشات التلفزة منذ فوز محمد مرسي برئاسة مصر، والمطالب باستقالات مسؤولين.
الحاجة للعملة الصعبة
ومن جانبه قال أشرف دوابة الخبير الاقتصادي، إن سر دعوات الدول للمصريين للهجرة هو فشل الدولة في توفير خدمات لهؤلاء المواطنين، وحاجة الدولة إلي العملة الصعبة.
وأوضح دوابة خلال لقائة مع الإعلامي محمد نصار علي قناة “مصر الآن” إن الدولة يدخل لها سنويًا 18 مليار دولار من تحويلات المصريين في الخارج، وهذا أحد أهم مصادر الدخل في مصر، مشيرًا إلي أن الدولة لديها عجز في العملة الصعبة وتحتاج لتوحويلات المصريين.
وأشار إلي أن السيسي حينما عرض عليه خطة تنمية الصعيد رفضها قائلًا أن الصعايدة يمثلون أكثر من 80% من العاملين في الخارج وإذا تمت تنمية الصعيد لن يسافر المصريين إلي الخارج ولم يتم تحويل هذه الأموال لمصر.
