أثارت طريقة جلوس ستيوارت جونز، السفير الأميركي في العراق، أمام نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، في لقاء جمعهما، استنكار محللون سياسيون، حيث ظهر السفير الأميركي في لقائه نائب رئيس الوزراء في مكتبه يجلس بطريقة، وصفت بـ”المعيبة”.
ورأى السياسيون طريقة جلوس السفير الأميركي وهو يضع إحدى رجليه على الأخرى موجها حذاءه نحو المطلك، إهانة للحكومة العراقية ومؤشر على مدى ضعفها الكبير.
وقال الكاتب، عبدالسميع الكربولي، إن “هذه الطريقة في التعامل مع المسؤولين العراقيين، من قبل السفير الأميركي، خاصةً أنه كان يجلس في ضيافة نائب رئيس الوزراء، تعد إهانةً واضحة للحكومة العراقية ككل، وتعكس تعامل الإدارة الأميركية مع العراق من منطلق السيد والعبد”، وفقا لصحيفة العربي الجديد.
وأضاف الكربولي، أن “كرامة العراق أهدرها سياسيوه بمواقفهم الهزيلة الضعيفة في مختلف المحافل والمؤتمرات والاجتماعات الخاصة، وكان على نائب رئيس الوزراء أن يتخذ موقفاً سريعاً من جلسة السفير الأميركي المهينة”.
وكانت دوامة من الانتقادات عصفت بالمجتمع العراقي عقب زيارة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، في أكتوبر 2010 لإيران، حيث ظهر فيها المالكي بلا ربطة عنق وهي عادة متبعة لدى ساسة إيران، ولم يرفع العلم العراقي خلفه خلال اجتماعه بالرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، ما أثار عاصفة من الانتقادات.
وأعرب المحلل السياسي، بارق الدليمي، عن امتعاضه الشديد من ضعف السياسيين العراقيين في مواجهة المواقف المحرجة والمهينة بحسبه، موضحا أن “حادثة السفير الأميركي مع المطلك ليست الأولى في إطار إهانة العراق وشعبه عبر قادته السياسيين، للأسف فقبلها أهانت إيران العراق وشعبه، حينما زارهم نوري المالكي، ولم يرفع علم العراق الى جانب العلم الإيراني، وفي زيارته الثانية لإيران تكرر المشهد نفسه، ما يدل على التعامل الدوني مع العراق من قبل إيران”.
وأضاف الدليمي “كمحللين سياسيين نقرأ كل كلمة وحركة وتصرف بما ينعكس على الاحترام المتبادل بين البلدان، ونجد كل مرة أن السياسيين العراقيين لا يحفظون للعراق هيبته بين الدول، ففي كل مرة يتعرض سياسي عراقي رفيع المستوى لإهانة رمزية بطريقة معينة، وهي إهانة للعراق وشعبه الذي يمثله هؤلاء القادة وإن اختلفنا معهم”.
ويقترح خبراء في الشأن الدبلوماسي إدخال القادة السياسيين العراقيين في دورات خاصة لتطوير مهارات التعامل الدبلوماسي مع الوفود ووزراء وسفراء الدول وفق البروتوكولات المتعارف عليها.