خصّصت “لوموند” الفرنسية افتتاحيتها اليوم الإثنين، للتعليق على حكم إعدام الرئيس محمد مرسي، دونًا عن بقية الصحف الفرنسية ، ووصفت الأمل بانتهاء قمع جماعة الإخوان بالقصير الأمد.
ووجهت الصحيفة نقدًا لاذعًا وواضحًا للحكومة الفرنسية التي صمتت هي وبقية الدول الأوربية عن حكم إعدام الرئيس مرسي، وقالت إن أردوغان محق في انتقاده لصمت الأوربيين، فبيع فرسنا لطائرات رافال إلى القاهرة لا يجب أن يمنعها – علانية – من رفض القمع واستخدام عقوبة الإعدام.
وأضافت الصحيفة أن هذا الأمل قد تلاشي حين حكم على الرئيس مرسي بالسجن عشرين عامًا في الحادي والعشرين من أبريل الماضي، وعندما قرر نظام السيسي العسكري قتل ذاك الأمل ببساطة.
وأوضحت الصحيفة أن توقيع عقوبة الإعدام على مرسي الذي أطيح به في 2013 ومئات من مؤيديه، تظهر العكس وهي أن حربًا بدأت بين الإسلاميين والقضاء المصري.
ودعت الصحيفة الغرب وأوربا عدم خداع نفسها والإقرار بأن القضاء المصري يعمل بأمر السيسي الذي وصل للسلطة عام 2014 بعد أن أزاح معارضيه .
وأضافت أن الشرطة المصرية عادت لتنتقم من ثوار الـ 25 من يناير، وعاد الجيش ليتولى زمام البلد مرة أخرى، مشيرة إلى مقتل أكثر من 1400 متظاهر منذ انقلاب السيسي، فضلاً عن وجود 15 ألف سجين للإخوان، والحكم على مئات منهم بالإعدام ومن بينهم المرشد والشيخ يوسف القرضاوي.
ووصفت الصحيفة حجم المحاكمات السياسي الجماعية بأنه غير مسبوق في مصر، معتبرة أن الرئيس مرسي هو أول رئيس ديمقراطي لمصر رغم قصر فترة حكمه التي أعقبها حكم العسكر.
ولفتت الصحيفة إلى موقف الولايات المتحدة من حكم الإعدام، حيث عبرت واشنطن عن “بالغ قلقها” إزاء “المحاكمات والإدانات الجماعية”، نافية أن يكون القضاء الأميركي، الذي حكم بالموت على منفذ تفجيرات بوسطن، يشابه نظيره المصري، لأن الأول يحكم بالقانون ويذعن له، فيما خلت إجراءات المحاكمات المصرية من أي سند قانوني.
وقالت الصحيفة إن حلفاء مصر والولايات المتحدة – التي جمدت المساعدات العسكرية ثم استأنفتها مجددًا – لم تمنعها تلك العلاقة من انتقاد السلطات العسكرية بسبب المعاملة التي يلاقيها الرئيس مرسي.
ولفتت الصحيفة إلى موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أبطلت دولته عقوبة الإعدام، حيث عبر أردوغان عن دهشته لصمت الأوروبيين تجاه أحكام الإعدام في القاهرة.