استذكرت مجلة “ذا أتلانتك” الأميركية، تنصيب الرئيس محمد مرسي كأول حاكم ديمقراطي منتخب لمصر قبل ثلاث سنوات ما عُدَ حينها معلمًا بارزًا وفارقًا لثورات الربيع العربي التي كافحت من أجل تحقيق الديمقراطية.
وقالت المجلة، في سياق تعليقها على حكم الإعدام الذي طال الرئيس مرسي، إن الحكم أثار موجة سخط دولي، فقد وصفت منظمة “أمنستي انترناشونال” الحكم بأنه “مهزلة مبنية على إجراءات لاغية وباطلة”، مطالبة بإطلاق سراح مرسي أو إعادة محاكمته.
ولفت المجلة، إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أدان فيها الحكم ووصف مصر “بأنها تعود إلى مصر القديمة”.
وأوضحت أن الدولة المصرية ارتدت فجأة وبشكل كلي إلى الحكم الشمولي الذي وصفته بالظاهرة المعاصرة الواضحة، فقد أشرف عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري منذ إطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي، على حملة مستدامة من قمع المعارضة وإعادة تجريم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وسجن الآلاف من مؤيدي مرسي.
وأشارت إلى أن نظام العسكر قد قام في الأشهر الأخيرة بتوقيع عقوبة الإعدام على المئات من الشباب والرجال بمن فيهم مئة شخص أدينوا إلى جانب الرئيس مرسي يوم السبت.
وللمفارقة، تشير الصحيفة إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك قد استعاد حريته بعد ثلاث سنوات على سجنه، فضلًا عن إعادة ظهور ابنيه جمال وعلاء على الملأ مرة أخرى بعد إطلاق سراحهم من السجن.
ونقلت المجلة، ما كتبته الباحثة داليا عزت مديرة معهد “التحرير لسياسية الشرق الأوسط” والتي دعت فيها إلى تأمل فيما حدث السبت “حيث حصل مرسي على الإعدام، فيما تلقى مبارك ثلاث سنوات فقط في السجن”.
أما عن موقف واشنطن، فقالت المجلة، إن الولايات المتحدة التي كانت يومًا ما من أشد داعمي الديمقراطية المصرية الوليدة رضخت بهدوء وأذعنت لظهور الحكم الشمولي في مصر مرة أخرى، مشيرة إلى رفع الرئيس الأميركي حظر توريد السلاح لمصر في شهر مارس الماضي، وإخباره السيسي رئيس الحكم العسكري بأن الإدارة الأميركية ستؤيد إمداد مصر بالمساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار بحجة “الأمن القومي الأميركي”.