تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الحكم الصادر ضد الرئيس محمد مرسي اليوم، واصفة الإدانة الأخيرة بأنها أحدث مؤشر على كسر انتفاضة الـ25 من يناير، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأضافت الصحيفة، في سياق تعليق نشر على موقعها الإلكتروني، أن مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطي في تاريخ مصر، بات الآن يواجه عقوبة الإعدام “لهروبه” من منشأة احتجاز غير قانونية، وهي السجون التي أمل كثير من المصريين أن تقضي عليها ثورة يناير .
وأشارت إلى أن عقوبة الإعدام إذا ما نفذت ستجعل مرسي شهيدًا بالنسبة لملايين من الإسلاميين في مصر وحول العالم.
ونقلت الصحيفة، عن القيادي في جماعة الإخوان والوزير السابق، عمرو دراج، قوله إن اليوم “هو من أحلك أيام التاريخ المصري، ورمز للقمعية التي تلقى بظلالها السوداء على مصر مرة أخرى”.
وذكّرت الصحيفة بوقائع احتجاز الرئيس مرسي وعدد من رفقائه إبان ثورة الـ25 من يناير عندما أُخذوا من منازلهم ومن الشوارع أثناء الانتفاضة، إلى جانب عدد من المصريين الذين أودعوا سجن وادي النطرون على طريق الإسكندرية-القاهرة.
وأوضحت أن من بين المحكوم عليهم بتهمة التجسس الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية المعروف المتواجد في الولايات المتحدة، إلى جانب المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع والدكتور محمد سعد الكتاتني.
وبموجب القانون المصري فإن شاهين وآخرين من المحكوم عليهم غيابيًا يحق لهم إعادة محاكمة إذا ما دخول الأراضي المصرية.
وعرضت الصحيفة ظروف الإطاحة بالرئيس مرسي من قبل الجيش في يوليو عام 2013 واحتجازه في منشأة سرية وبمعزل عن العالم الخارجي، قبل أن يظهر مرة أخرى أثناء محاكمته بعد شهور من الاحتجاز.
من جانبها، اعتبرت منى الغباشي، زميلة معهد الأديان والثقافية والحياة العامة بجامعة كولومبيا الأميركية، أن محاكمة الرئيس مرسي تأتي في إطار الهجوم الذي تشنه سلطة الحكم العسكري على انتفاضة الـ25 من يناير التي أطاحت بمبارك.
وأضافت الغباشي، في تصريح لـ”نيويورك تايمز”، أن “الأوصياء الدائمين المعينين ذاتيًا على الدولة والقضاء والجيش يرسلون رسالة، مفادها أن النتائج السياسية لثورة يناير (وهي الانتخابات الحرة والرئيس المدني وحق التظاهر) هي أشياء ليست طبيعية وغير واقعية وغير مستدامة”.
وأوضحت أن هؤلاء الأوصياء على الدولة يريدون أن يخبروا المصريين أن مسألة الديمقراطية واختيار الحكام مجرد خيال، وإن تلك الحكم في مصر لا يعمل بتلك الطريقة.
وختمت الغباشي تعليقها بالقول إن “تلك المحاكمات من وجهة نظر البعض وفي ضوء المناخ المشحون سياسيًا، ما هي إلا انتقام سياسي”.