قالت منظمة العفو الدولية إن تشديد مصر وتونس القيود على حدودهما مع ليبيا “لا يدع للمهاجرين واللاجئين طريقا للخروج منها غير الرحلات البحرية”، مطالبة البلدين بأن “تبقي حدودها مفتوحة لضمان إتاحة ملاذ آمن لأي شخص يفر من العنف والاضطهاد”.
جاء ذلك في تقرير للمنظمة الحقوقية الدولية التي تتخذ من لندن مقرًا لها نشرته على موقعها الرسمي، اليوم الإثنين، تحت عنوان: “ليبيا تحفل بالقسوة: قصص عن الاختطاف والعنف الجنسي وسوء المعاملة يرويها مهاجرون ولاجئون”.
فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، قال إنه: “لا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل التزامه بتوفير الملاذ الآمن لأي شخص يفر من مثل هذه الانتهاكات الرهيبة، وينبغي على الدول المجاورة، بما في ذلك تونس ومصر، أن تُبقي حدودها مفتوحة لضمان إتاحة ملاذ آمن لأي شخص يفر من العنف والاضطهاد في ليبيا”.
وأكد أن “تطبيق إجراءات للتصدي للمهربين دون إتاحة طرق بديلة آمنة للساعين للنجاة بحياتهم من النزاع في ليبيا لن يحل المأزق الذي يعيشه المهاجرون واللاجئون”.
ومضى قائلا: “شددت مصر وتونس القيود على حدودهما خشية انتقال النزاع في ليبيا إلى أراضيهما، وهو أمر لا يدع للمهاجرين واللاجئين، الذين كثيراً ما تكون جوازات سفرهم قد سُرِقَت أو صودرت على أيدي المهربين، أو العصابات الإجرامية، أو أرباب عملهم الليبيين، أي طريق آخر ممكن للخروج من البلاد غير الرحلات البحرية المحفوفة بالخطر إلى أوروبا”.
ودعت منظمة العفو الدولية، الدول الغنية إلى زيادة عدد الأماكن المتاحة لإعادة التوطين للاجئين ذوي الأوضاع الهشة، كما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي بصورة عاجلة لانتهاكات حقوق الإنسان والمخالفات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها كل الأطراف في ليبيا.
وكانت المنظمة قد طالبت الاتحاد الأوروبي بالتحرك لوقف المعاناة في ليبيا، وتوفير حلول بديلة وآمنة للراغبين بالفرار من مناطق النزاع في ليبيا، مطالبة بنشر مزيد من السفن في البحر المتوسط والتصدي للمهربين القائمين على عمليات الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا عبر المتوسط.
وتعاني ليبيا من عدة مشاكل عبر الحدود؛ حيث يتخذها مهاجرون أفارقة غير شرعيين، سبيلا للعبور إلى أوروبا، وخاصة إيطاليا، هرباً من الفقر، وطمعاً في البحث عن حياة أفضل.
وأفادت الأمم المتحدة، في تقرير مؤخرا بأنه “ما بين شهري مارس، وأغسطس من العام الماضي دخل أكثر من 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى ليبيا بطرق متعددة”.
ووفقاً لأرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم العام الماضي في مياه البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية، في حين أشارت أرقام منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية الأهلية إلى وصول أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير شرعي، بينهم 450 طفلأ، إلى إيطاليا خلال إبريل الماضي.