شهدت الفترة السابقة خروج مبادرات تدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والعودة إلي المسار الديمقراطي، كان آخرها تصريحات الدكتور أيمن نور التي طالب خلالها بخوض انتخابات مبكرة أمام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
تجاوز عودة مرسي
من جانبه قال الناشط السياسي معاذ غنيم، إن بعض المبادرات هدفها محاوله فرض انطباع عام أنه تم تجاوز عودة الرئيس مرسي وأصحاب هذه المبادرات.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد” أن البعض الآخر مثل مبادرة الدكتور أيمن نور تهدف لنزع فتيل الأزمة وإيجاد حل وسط يرضى جميع الأطراف، ولكن المؤكد أن معظم مناهضي الانقلاب العسكري لن يقبلوا بأقل من عوده الأوضاع لما كانت عليه قبل الانقلاب حتى لا يحدث ما حدث مع الدكتور مرسي مع اى رئيس قادم ولا يظهر لنا سيسى أخر في المستقبل.
قبلة حياة للانقلاب
وقالت الكاتبه والناشطة السياسية ريهام حماد :”موقفي من النظام الحالي بكل وضوح أنه نظام يجب إسقاطه، دون إضاعة الوقت في مهاترات الإصلاح من الداخل، ودون استنزاف الجهد فيما يتخيل أنها مبادرات تحرج النظام ولكنها في الحقيقة قد تهبه قبلة الحياة أو تمنحه بعض الشرعية الزائفة أو حتى تخلق فرصاً للتشكيك في أهداف المبادرات الثورية الحالية.
وأوضحت لـ”رصد” أنها تعني بذلك عرض د. أيمن نور المحترم بالدخول في انتخابات رئاسية مبكرة ضد السيسي.
شرعية للسيسي
ومن جانبه انتقد الكاتب الصحفي وائل قنديل المواقف الأخيرة التي اتخذها الدكتور ايمن نور – زعيم حزب غد الثورة – والمتمثلة في إبداء قبوله بمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسية مبكرة .
ولفت قنديل إلى أن مواقف “نور” تعطي للسيسي شرعية في وقت أجمع الكل على افتقاده لتلك الشرعية.
وتساءل قنديل: هل وصل عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، عبر انتخابات رئاسية مبكرة، كي تكون مغادرته له عبر الطريق ذاته؟
هل تتصور أن في مصر بنية قضائية وتشريعية وإعلامية، يصح معها أن تذكر كلمة “انتخابات”، عملة قابلة للتداول في مجتمع تحول إلى ساحة مفتوحة للقتل والاغتيال والتعذيب؟
هل تعلم أنك، بهذه الطروحات التي تلح عليها في الفترة الأخيرة، تلقي بطوق نجاة لنظام، يقف عاريا من أية قيمة سياسية، أو جدارة محلية، أو إقليمية، بالبقاء؟
وأوضح قنديل في مقال له أنه كان من الممكن أن أتعامل مع ما تقول بجدية، لو أنك قدمت علامة واحدة على أن النظام القائم في مصر يمكن أن يسمح بالمشاركة أو المنافسة أو التعايش.
وقال قنديل :”ومن أسف أني أجد في انهمار المبادرات بكثافة، هذه الأيام، شيئا من الهدايا المجانية لنظام عبد الفتاح السيسي، والذي أزعم أن العلاقة معه ينبغي أن تتأسس على منطق المقاومة، وليس المنافسة، كونه استولى على السلطة، عن طريق الاحتلال بالقوة العسكرية”.
مبادرات جمال مبارك
وأشار إلي أنه في ذروة اشتعال جمال مبارك بالرغبة في وراثة الحكم، كان لافتا للانتباه، ومثيرًا للدهشة من حملة “ما يحكمش” أن التسخين والإلحاح في طرح موضوع التوريث يأتي، هذه المرة، بعد خفوت صوت دعوات التوريث، وتراجعها بناء على نتائج أولية لاستطلاع رأي، بدأ فيه، ثم أوقفه الحزب الوطني، لقياس شعبية جمال مبارك لدى المواطنين، وكما نشرت “الشروق” في عدد الأربعاء 30 سبتمبر “أوقف الحزب الوطنى استطلاع الرأي الذي كان قد بدأه خلال إجازة عيد الفطر، لقياس شعبية جمال مبارك لدى المواطنين، حيث قالت مصادر قريبة من القائمين على الاستطلاع إن 360 فقط من أصل 4 آلاف مواطن اختاروا جمال مبارك”
وأضاف :”أخشى أن تتشابه موجة المبادرات الحالية، المعروضة على نظام السيسي، قريبة الشبه بتلك التي كانت تتطاير في فضاء السياسة المصرية أيام جمال مبارك”.
جس نبض
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي أسامة عبد الرحيم إن هذه شائعات وإهدار للوقت وحديث يشير إما لتسريب لخطط حكومية لا علاقة بها بالإخوان ولكن يراد جس النبض ومعرفة رد الإخوان عليها.
وأضاف في تصريح لـ”رصد” أو أنها تكشف مأزق النظام، وأن القمع والاعتقالات والإعدامات لم تنل من المظاهرات المستمرة ضد النظام أو توقفها أو مأزق النظام بسبب تقلص الدعم الخليجي وتدهور الاقتصاد والرغبة في تهدئة تسمح للسلطة بإظهار أن تحسنًا ما طرأ على الأحوال منذ الانقلاب في يوليه 2013.