اكد نادر فرجاني -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن الصورة العامة بمصر، تؤكد “تفسخ التحالف المؤسس لنظام الحكم العسكري الراهن وأدواته وداعميه الخارجيين، تحت ضغوط التوتر والتنافر من الداخل، وضغوط تنامي حركات الاحتجاج الشعبي -وطليعتها النضال العمالي- التي يجاهد الحكمُ التسلطي لإجهاضها من دون طائل؛ على الرغم من الظلم الفاجر، واشتداد المعارضة الوطنية في الداخل، وتداعي دعم المُموليِن من الخارج”.
وأضاف، في الحلقة السادسة من سلسلة حلقاته التي يكتبها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “وليس بمستغرب في ضوء تكاثر علامات فشل الحكم العسكري الراهن أن شهدنا مؤخراً تصاعد نبرة نقد الحكم الراهن من عهّار الإعلام المدار، عادة بالتركيز على سوءات الحكومة وليس الرئيس أو مؤسسة الحكم التسلطي، وإن اخترق بعضهم أخيراً حاجز عصمة الرئيس الحاكم من النقد”.
وتابع، في سلسلة حلقاته تحت عنوان “بوادر تفسخ تحالف الحكم العسكري في مصر”: “هذه الظاهرة مؤشر لا يجب التغافل عنه على صراع قُوي داخل التحالف المؤسس للحكم العسكري، لا يستبعد بعض أطرافه التخلص من واجهته الحالية”.
وأعرب “فرجاني” عن ظنونه بأن “المؤسسة العسكرية سترغب في استبداله بواجهة أخرى من أصل عسكري أيضاً بدلاً منه؛ بالضبط كما فعلوا مع الطاغية المخلوع في بدايات فبراير 2011”.
وتابع: “ليس هذا بتطور مُواتِ لنيْل غايات الثورة الشعبية العظيمة؛ فلا صلاح ولا نهضة في مصر إلا بالقضاء على الحكم العسكري قضاء مبرماً، والعمل على إقامة الحكم الديمقراطي السليم في دولة مدنية، لا عسكرية ولا دينية”.
وأكد أن إقامة حكم ديمقراطي هو سبيل نيل غايات الثورة الشعبية العظيمة في الحرية والعدل والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية للجميع على أرض مصر؛ مضيفاً: “ومن ثم يتعين أن يكون الهدف المرحلي للنضال الوطني الديمقراطي حالياً، هو التخلص من الحكم العسكري، وليس مجرد إحلال وجه عسكري محل آخر؛ ولو لفترة يروجون أنها انتقالية ويعملون على أن تدوم”.
واختتم تدوينته بالقول: “للتوضيح القاطع، ليس من ادعاء بأن هذه العمليات المجتمعية والتاريخية ستؤتي أكلها بسقوط تحالف الحكم العسكري الراهن فوراً؛ ولكن هذه العمليات تمضي بلا هوادة، وتطحن أسس الاستبداد والفساد القائمة على: (القهر، والإفقار، وتقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد) طحناً دقيقاً. ولسوف يُسقِط الأحرار -الذين يعاملهم الحكم العسكري معاملة العبيد- هؤلاء السادة المزعومين المأفونين في يوم ليس ببعيد. وسيكون جزاؤهم على ما قدّمت أياديهم مزلزلاً”.