كشف مصدر عسكري في محافظة صلاح الدين عن قطع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، آخر طرق الإمداد المؤدية إلى مصفى بيجي النفطي (40 كم إلى الشمال من تكريت مركز محافظة صلاح الدين)، محذرًا من وقوع مجزرة جديدة بحق عشرات الجنود ومتطوعين من الحشد الشعبي لا يزالون محاصرين داخل المصفى.
وقال ضابط برتبة رائد في قيادة عمليات صلاح الدين إن عناصر تنظيم داعش تمكنوا خلال الساعات القليلة الماضية من التوغل والسيطرة على مواقع جديدة داخل المصفى، كما تمكنوا من قطع آخر طرق الإمداد التي لجأت إليها القوات العراقية مؤخرًا لإيصال إمداد إلى القوة المكلفة داخل المصفى، مبينًا أن الطريق هو عبارة عن نفقين أسفل سكة قطار، سيطر عليه تنظيم “الدولة” ليلة أمس بعد استهدافه بسيارتين مفخختين، حسبما صرح لـ”الخليج أونلاين”.
وأوضح أنه بعد اتصالات هاتفية متواصلة مع القوة المكلفة بحماية المصفى للاطلاع على مجريات الأحداث هناك، تبين أن الجنود الذين يقدر عددهم بنحو 200 عنصر، بالإضافة إلى 50 متطوعًا من الحشد الشعبي، باتوا منهكين تمامًا وغير قادرين على صد هجمات مقاتلي “داعش”، وسط نقص بالذخائر وعدم إرسال الحكومة العراقية تعزيزات عسكرية إليهم منذ أسابيع.
وأضاف “حتى اللحظة لم يقدم أي إسناد جوي لا من التحالف الدولي ولا من قبل طيران الجو العراقي”، وفي حين أكد وجود نزاع بين قيادة عمليات صلاح الدين والشرطة الاتحادية داخل المصفى بشأن إصدار الأوامر، وحذر من سقوط المصفى في حالة استمرار الأوضاع على حالها.
وأشار إلى أن الاشتباكات المسلحة بين القوات الأمنية (الجيش والشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية ومتطوعين من الحشد الشعبي) داخل مصفى بيجي من جهة وعناصر تنظيم الدولة من جهة أخرى، مستمرة منذ ثلاثة أيام، مما أسفر عن مقتل نحو 7 مسلحين و14 عنصرًا من القوات المشتركة؛ بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة رائد وإصابة ضابط آخر برتبة عقيد.
ولفت إلى أن “القوات الأمنية داخل المصفى فقدت السيطرة على أكثر من 65% من مساحة المصفى، ولا تسيطر إلا على مواقع قليلة من الجهة الجنوبية للمصفى؛ هي مصفى الشمال ومصفى صلاح الدين ومقر الإدارة”، محذراً “من سقوط المصفى في حالة عدم إرسال التعزيزات العسكرية المطلوبة، خاصة أن هناك صراعاً بين القوات التابعة لقيادة عمليات صلاح الدين والشرطة الاتحادية بشأن أحقية قيادة المعارك داخل المصفى”.
وحسب المصدر نفسه، فإن معلومات وردت لقيادة عمليات صلاح الدين تؤكد نية قيام عناصر تنظيم “الدولة” بشن هجوم عنيف على المصفى، من خلال نقله عجلات همر ومدرعات مفخخة محملة على شاحنات عسكرية، لاقتحام المصفى بشكل نهائي.
ويعد “بيجي” النفطي أكبر مصفى في العراق وثاني أكبر مصفى في الشرق الأوسط، وتمكن التنظيم من السيطرة على نحو نصف المصفى بعد أحداث العاشر من يونيو المنصرم، في حين تمكنت القوات الأمنية من استعادته في شهر نوفمبر المنصرم، ويسعى تنظيم “الدولة” منذ أيام إلى الاستيلاء عليه لما يحتويه من مخزون نفطي وأهمية استراتيجية.