“أنا من المنوفية ومش بخيل”، “أنا من الزمالك ومش طري”، “أنا من أسوان ومش سودا” شعارات رفعها مجموعة من الشباب في حملة لكسر الصورة النمطية في المجتمع، لكن الحملة واجهت انتقادات بسبب شعار “أنا من أسوان ومش سودة”، كتب على لوحة تحملها فتاة ذات بشرة بيضاء، واعتبرها البعض إهانة لأصحاب البشرة السمراء، متهمين الحملة بالعنصرية، حيث أعادت الحملة للأذهان التوجهات العنصرية داخل المجتمع المصري حيث الاختلاف في لون البشرة والدين والمذهب حتى مكان الإقامة.
مي الرشيد، مساعد مدير شركة إنتاج قائمة على الحملة، نفت أن يكون الغرض هو السخرية أو الاستهزاء من أي فئة في المجتمع، بل على العكس تماما، فالحملة تهدف إلى كسر الصور النمطية في المجتمع.
وأكدت مساعد مدير شركة فيكس، أن الكلمات والألفاظ المستخدمة في الحملة لا يقصد منها الإهانة كما تصور البعض، ولكنهم حاولوا استخدام “ألفاظ الشارع” على حد وصفها، مؤكدة أن ردود الفعل لم تكن كلها سلبية، وأن البعض تفهم الغرض من الحملة وتفاعل معها، وفقا لصحيفة الشروق.
وحملة “صوابعك مش زي بعضها” أطلقتها إحدى شركات الإنتاج وهي عبارة عن 8 صور فقط، محاكاة للحملة العالمية التي ظهرت على الإنترنت عن أشخاص يحملون لافتات تعبر عن رفض الصور النمطية الموجودة في المجتمعات، ونفي فكرة التعميم التي تقول أن كل أصحاب وظيفة واحدة، أو أهل محافظة ما، لديهم صفات معينة غالبا ما تكون سلبية.
وجاءت أبرز تعليقات الرواد التي هاجمت الحملة:
عبدالحميد عزت قال: “انتي مش سودا انتي عنصرية”.
وكتبت أسماء: “إيه قلة الذوق دى؟ ع فكرة دا بوست عنصري أوي وقليل الذوق ع فكرة وانا كواحده من أسوان وسمرا آه سورى سودا اى كان المسمى وافتخر طبعا كفايه إنكوا ملقتيوش في أسوان عيب غير دا وطبعا دا من وجهه نظركوا المحدودة والضيقة والعقيمة أوى وفكرة فاشلة”.
وعلق مصطفى: “دي عنصرية في حد ذاتها إنك بتميزي نفسك عن باقي أفراد مجتمعك، مش مشكلة كلنا عنصريين بطريقة ما”.
وأضافت نيرمين: “عنصرية وسخيفة الجملة دي.. الفكرة بتتعمل لمنع الوصم مش لتثمينه”.
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية، قال إن العنصرية موجود في مصر منذ زمن الاحتلال، بين السود والبيض، كما أنها ظهرت في الوقت الراهن في مصر بين المستويات الطبقية المختلفة، وكذلك بين المنطاق الجغرافية ما بين الشمال والصعيد.
وأضاف “صادق” في تصريحات لشبكة “رصد” الإخبارية أن العنصرية في مصر لها أكثر من اتجاه مثل التدين والمذهب والطبقية، والقضاء عليها يحتاج إلى تجديد الخطاب الديني، وتعليم وإعلام لكشف مدى سوء العنصرية في المجتمع.
ولفت إلى أنه في الأوساط الدنيا هناك نظرة سيئة للسود تظهر في شكاوي الطلاب الأفارقة في الجامعات المصرية، وعندما يدخلون المناطق الشعبية، ويناديهم الناس بـ”سمارة”.
وأشار أيضا إلى أن مصر بها نوع خاص من العنصرية تجاه النساء والمعاقين والمتزوجين والغرباء.
وفي اتجاه آخر أكد الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية الأسبق في جامعة جنوب الوادي، أنه لم توجد ولن توجد أي عنصرية في مصر سواء تجاه السود من أبناء الجنوب أو أبناء محافظة بعينها.
وقال “رجب” في تصريحات خاصة لشبكة “رصد” الاخبارية إن تشجيع دعوات النظرة الدونية والعنصرية للغير نوع من التخلف، وما يثار حاليا بأن مصر تشهد تنامي لظاهرة العنصرية كلام مبالغ فيه ولا يصلح حتى التعليق عليه.
ورأى رجب أن الحملة الإعلامية التي أطلقها عدد من الشباب لمواجهة النمطية في المجتمع، تحت شعار “صوابعك مش زي بعضها”، مجرد تفاهات من قبل شباب لديه وقت فراغ لا يدرى بماذا يملأه.
