أكد عدد من القانونيين السعوديين في تصريحات لشبكة “رصد” الإخبارية، أن الأمير ممدوح بن عبد الرحمن، تعامل بعنصرية وتطرف، إذ تهكم على أحد أبناء السعودية ووصفه بالهندي.
وقال الدكتور باسم العالم، أستاذ القانون السعودي، في تصريح لشبكة “رصد” الإخبارية، إن قرار الإيقاف يدل على الحزم والمساواة بين جميع المواطنين لا فرق بين أمير وغيره، وما قاله الأمير ممدوح يفرق بين البشر وبعضهم، وهذا ما نهى عنه دستور المملكة، أن “لكل المواطنين الحقوق ولا يجوز لأحد أن يخرق الوحدة واللحمة الوطنية”.
وأضاف العالم: “لو ترك الأمر دون حساب، لأصبح نصف سكان السعودية معرضين للعنصرية والتمييز، وكل ما ورد عن الأمير ممدوح هو ألفاظ متطرفة وعنصرية، ونهى عنها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في حديثه المناهض للعنصرية مع أزمة الخلاف بين الأنصار والمهاجرين “دعوها فإنها منتنة”.
وأكد عالم أنه لم تكن هناك دولة متحضرة إلا إذا قامت على التعددية، فجميع الدول المتحضرة عبر التاريخ من بغداد وقرطبة والقاهرة، حتى إسطنبول وأخيرا وليس آخرا نيويورك، فكلها تتميز بتنوع الأعراق الذي أدى إلى تقدمها”.
من جانبه، اعتبر المحامي، سهيل حامد المحامي والناشط الحقوقي السعودي، ما صدر عن الأمير ممدوح من وصف أحد المواطنين بأنه من خارج البلاد وهندي، هو تعامل عنصري ومتطرف، ولا يحق له أن يستغل العرق أو الدين للتفرقة بين المواطنين، أو لتصفية الحسابات.
وأكد حامد، في تصريح لـ”رصد” أن الملك سلمان أصدر قرارا صائبا حينما قرر وقف مشاركته في الأنشطة الرياضية ومنع استضافته في البرامج، لافتا إلى أنه في حالة مرور ذلك الموقف دون حساب سيفتح مجالا للعنصرية والتمييز في الدولة.
أما الدكتور محمد الحضيف، أستاذ الإعلام السعودي، فاعتبر الواقعة مجرد تعبير عن الرأي، لافتا إلى أنه ليس هناك قانون يشرع إجرام التفرقة، بالرغم أن الدستور ينص على الوحدة الوطنية والمساواة بين الجميع.
وقال الحضيف في تصريح لشبكة “رصد”: “إن تصرف الأمير ممدوح لا يعبّر عن المملكة العربية السعودية، فهناك عرف بين بعض الناس وبعضهم بعيدًا عن الدستور والقانون، ومثال على ذلك ما يحدث بين أبناء الوجه البحري ومزاحهم على “الصعايدة” في مصر، فذلك عرف في الدولة”.
وتابع: “المملكة العربية تحتضن الكثير من ذوي الأعراق الأجنبية، فبها من باكستان والصين والفلبين وباتوا من السعوديين”، لافتا إلى أن أحد أشهر العائلات لها عروق مصرية وهي أسرة “أبو النجا”.
وكان ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، قد أمر بمنع عضو شرف نادي النصر ورئيسه السابق، الأمير ممدوح بن عبد الرحمن بن سعود، من المشاركة بجميع الأنشطة الرياضية، ومنع استضافته في وسائل الإعلام الحكومية.
ويأتي هذا على خلفية مداخلة هاتفية للأمير بإحدى القنوات التليفزيونية الحكومية وجه فيها عبارات لإعلامي سعودي وُصفت بأنها “عنصرية ومسيئة”.
وكان الأمير قد أجرى مداخلة هاتفية مع برنامج الملعب على القناة التليفزيونية الرياضية السعودية الرسمية قبل أيام، وصف فيها الإعلامي عدنان جستنية (الذي كان أحد ضيوف البرنامج) بأنه من “الطرش” (في إشارة إلى أنه غير سعودي الأصل).
وقال الأمير ممدوح: “نحن في المملكة العربية السعودية، هل من الممكن أن نأتي بأحد من الهند يتحدث عن تاريخنا، أو نأتي بواحد من الطرش يتكلم عن الرياضة السعودية.. نترك التاريخ لأهله”.