قررت مصر عدم المشاركة رسميًا في ذكرى ما يعرف بـ”مذبحة الأرمن”، خوفًا على مصير العمالة المصرية في تركيا، كما صرحت بعض المصادر لوسائل الإعلام، إلا أن الكنيسة المصرية عوضت الغياب الرسمي، بمشاركة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، على رأس وفد شعبي، بعدم من نظام الحكم العسكري في مصر.
بدأ تواضروس، يوم الاثنين الماضي، زيارةً لأرمينيا، تستغرق أسبوعًا، للمشاركة في احتفالات إحياء الذكرى المئوية لما يعرف بـ”المذابح التركية ضد الأرمن”.
نشطاء يستنكرون مشاركة تاوضروس
واستنكر نشطاء وسياسيون مشاركة البابا بدعم من النظام، واصفين ما حدث بـ”ألإهانة لمصر والإسلام”، فمن جانبه قال أسامة عبدالرحيم، إن “تاوضروس منذ أن تولى منصب البابا وهو يحاول بكل الطرق مهاجمة الإسلام. في البداية يحشد ضد الرئيس مرسي، ثم يدعم الانقلاب ويدعم فض رابعة وقتل مئات المصريين”.
وأضاف “عبدالرحيم”، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “اليوم يذهب تاوضرس إلى أرمنيا ويجلس في مؤتمر يهاجم الإسلام ومن اليهود ولا ينسحب، هذا يكشف موقفة ضد المسلمين”.
وقال علي حسين، إن “تاوضروس هو من يشعل الفتنة الطائفية، ودائمًا يبحث عن مناسبة لمهاجمة المسلمين”، متسائلًا: “ما الفائدة التي ستعود لمصر والكنيسة من هذه الزيارة، ولماذا لم ينسحب تاوضرس والوفد المرافق له عند مهاجمة المتحدث الإسرئيلي الإسلام، وكيف يجلس مع اليهود في مؤتمر واحد”.
وكان مؤرخ يهودي، هاجموا الدين الإسلامي خلال الاحتفالات الأرمينية، قائلًا إن “القرآن يحض على القتل والعنف”، وذلك في حضور وفد مصري كبير، ضم 55 شخصًا، على رأسهم تواضروس.
وشاركت كل من مصر وإسرائيل والإمارات ولبنان وسوريا في الاحتفال، وتسبب وفد الاحتلال الإسرائيلي في حرج للوفود العربية، بعدما تحدث المؤرخ الإسرائيلي “يسرائيل شاروني”، عضو معهد دراسات الهولوكست في القدس، عن مزاعم عن مذابح قام بها المسلمون، دون أن يرد عليه أحد من الحاضرين من الدول العربية.
هجوم على الإسلام
وقررت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إرسال وفد إسرائيلي برئاسة “نحمان شاي” عضو الكنيست عن حزب “المعسكر الصهيوني”، للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى المئوية لمذبحة الأرمن.
ونقلت صحيفة “هآرتس”، عن عضوة الكنيست عنات بارك، قولها: “إننا لا نتجاهل المحرقة الأرمنية، وإرسال أعضاء كنيست يؤكد أنه يوجد اعتراف بالمأساة الأرمنية”.
وزعم “يسرائيل شاروني” المؤرخ اليهودي، وعضو معهد دراسات الهولوكست في القدس، في كلمته، أن “الدين الإسلامي لا يقبل الآخر بثقافته وحريته الدينية والعرقية والثقافية أيضًا”، مشيرًا لأن هناك “نصوص بالقرآن تحرض على القتل”.
وقال “شاروني”، إن “مذابح الأتراك ضد الأرمن لا تختلف كثيرًا عما تفعله التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل داعش وحماس”، حسب زعمه، مطالبًا بإنشاء “مؤسسة دولية للشعوب التي تعرضت للإبادات”.
الإعلام المصري يحرض
وحرصت الفضائيات الخاصة المصرية، على تغطية هذه الذكرى، بصورة موسعة، بحضور وفد إعلامي كبير، وقيادات حزبية مسيحية ومعارضة للتيار الإسلامي، وبتوجيه انتقادات لتركيا خلال هذه المناسبة.
الوفد المصري ثاني أكبر وفد مشارك
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (وكالة الأنباء الرسمية) عن أرمن مظلوميان، عضو لجنة إحياء ذكرى “إبادة الأرمن”، تأكيده أن الوفد المصري يعد ثاني أكبر وفد شعبي بعد الوفد الفرنسي، ويضم عددًا كبيرًا من ممثلي الصحافة والإعلام، من بينها جريدة الأهرام والأخبار ووكالة أنباء الشرق الأوسط والأهرام المسائي والجمهورية والوطن واليوم السابع والبوابة والرأي والبداية والمصري اليوم والوفد وفيتو، فضلًا عن عدد من القنوات الفضائية، وهي التحرير والفضائية المصرية وقناة “أون. تي. في”، وأوربيت والفراعين وقناة “سي. تي. في” وقناة النهار وقناة “تن”.
تاوضرس: مذبحة الأرمن أكبر جريمة
وقال تواضروس، خلال لقائه ببرنامج “البيت بيتك”، على فضائية “TEN“، إن مشاركته في إحياء ذكرى مذبحة الأرمن، جاءت “نظرًا للعلاقات القوية بين البلدين”، مضيفًا أن “مصر استضافت الآلاف من الأرمن بعد المذبحة”، معتبرًا أن “مذبحة الأرمن هي أكبر جريمة ضد الإنسانية تمت خلال الحرب العالمية الأولى”. وأضاف: “الأرمن لم يرتكبوا خطأ ليستحقوا هذه العقوبة”.
