أثار غرق ناقله نيلية محملة بـ 500 طن فوسفات إثر اصطدامها بأحد أعمدة كوبرى دندرة العلوى بمدينة، حالة من القلق والترقب بين المصريين فى ظل تخوفٍ من الأضرار الصحية التي يمكن أن تنتج عن تلوث مياه الشرب.

وتلقى اللواء عادل عبد العظيم أيوب -مدير أمن قنا- إخطاراً يفيد، أنه أثناء مرور ناقلة نيلية قادمة من أسوان ومتجهة إلى القاهرة ومحملة بـ500 طن فوسفات، اصطدمت بأحد الأعمدة الخرسانية الخاصة بكوبرى دندرة العلوى، ما نتج عنها سقوط الحمولة بمياه النيل، فيما تمكن سائقها وشخصان كانوا برفقته من النجاة.

وأكد مصدر أمنى أن ناقلة الفوسفات الغارقة تابعة للقوات المسلحة، فيما لم يصدر عن المؤسسة العسكرية أى تعقيب عن الحادث.

مياه بـ”اليورانيوم المشع”

الدكتور صبري علي -وكيل وزارة البيئة السابق- قال إن الفوسفات له تأثير خطير على الصحة العامة، ويعمل على اختلال وتغير نوعية مياه النيل التي تستخدم في الشرب والري، مما يجعلها ذات خطورة عالية على صحة الإنسان.

وأضاف علي -في تصريح خاص لـ “رصد”- أن الفوسفات الخام يحتوي على شوائب عديدة منها اليورنيوم المشع ونسبة عالية من النيكل والكروم، وهذه العناصر تعمل على ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان والكلي.

وأشار إلي أن الوزارة تحركت لتنظيف النيل وإزالة الفوسفات من النيل، موضحا أنه حتى الآن لا يوجد خطورة علي القاهرة، وأنه محصور في قنا، إلا أنه سيصل إليها خلال يومين إذا فشلت الوزارة في إزالته.

وأكد وكيل وزارة البيئة السابق أن الفوسفات من المواد التي ليس من الصعب إزالتها وتنظيف النيل، مشيرا إلى أن طن الفوسفات يحتوى على 200 جرام يورانيوم وبالتالي فإن 500 طن يحتوي على 10 كيلو يورانيوم في النيل وهذا خطير جدًا ولكن حتى الآن الوضع تحت السيطرة.

الفشل الكلوي 

من جانبه، قال الدكتور خالد أبو بكر -الخبير في الطب الشرعي والمركبات االكيماوية- إن غرق الفوسفات بمياه النيل خطر كبير، حيث يؤدي شرب المياه المخلوطة بالفوسفات إلى تدمير الكلى نهائيًا.

وأضاف أبو بكر -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن التسمم الناتج عن استعمال هذه المياه يؤدي إلى التسمم وربما إلى الوفاة، مؤكدا أنه “يجب على الحكومة تحديد محطات الري الموجودة بأماكن الإصابة للتعامل معها مباشرة، وإيقاف ضخ المياه إليها.

وذكر أبوبكر أن المياه الطبيعية بها نسبة من الفوسفات، إلا أن هذه النسبة تكون قليلة جدًا، ويمكنك تحديدها بعد قراءة نسبتها في زجاجة المياه المعدنية”.

كارثة بيئية

بدوره، حذر الصحفي محمد منصور من خطورة الأمر، قائلًا :”مركب مُحملة بـ500 طن فوسفات غرقت في قنا، المركب دي تابعة للقوات المسلحة، وهذه كارثة بيئية بكل المقاييس، لأن غرق الفوسفات يرفع مستويات عدد من المعادن في المياه، ويصّل بالمياه لدرجة السُمية”.

وأوضح منصور أن البولونيوم، الرصاص، اليورانيوم، والكادميوم، معادن موجودة ضمن مُركبات الفوسفات بنسب مُختلفة، سُميتها عالية وطُرق معالجتها غالية، وبالتالي ومع حرص الحكومة على صحة الشعب، هتسيبها طبعا في المياه، وكده ولا كده المصريين ملهمش حد يسأل على صحتهم”.

وأوضح -فى تدوينة له- أن تلوث المياه بمعدلات مُنخفضة من الفوسفات يصيب بأمراض السرطان، والاضطرابات في الغدد، ربو، قُرح المعدة والأثنى عشر… ألخ.

وأضاف أنه بعد مشكلة مياه الشرب هناك مشكلة الري بالمياه الملوثة.. ومشكلة تلوث الثروة السمكية، ومشكلة مُعالجة فلاتر محطات المياه… عدد من المشاكل التيتكلف الدولة، حال معالجتها، ملايين الجنيهات، بسبب صندل تابع للقوات المسلحة يقوده رُبان مستهتر.

واختتم منصور تدوينته قائلًا :”الحكومة نايمة دلوقتي عشان الوقت متأخر “كان الله في العون”: بس ممكن لما تصحي حد يقولها تتحرك عشان كده الشعب بيتخزوق”.

عجز الحكومة

من جهتها، قالت ندي علي -الباحثة الكيميائية- إن كمية الفوسفات التي غرقت في النيل كفيلة أن تمنع الشرب من النيل لمدة عام، ولا يأكلوا سمك نيلي إذا لم تسطيع وزارة الري والبيئة السيطرة علي الأمر.

وأضافت -في تصريح خاص لـ”رصد” إلى أن هذا يسبب بالإصابة بالعجز الجنسي والسرطان والفشل الكلوي، ومشاكل في التنفس والقلب.

وأشارت ندي إلى أن هناك مصيبة، أن الحكومة تتعامل بشكل عادي ولا تقدر حجم الكارثة.