حالة من الرفض والغضب والاستنكار سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب حكم محكمة جنايات القاهرة على أول رئيس منتخب عقب الثورة المصرية محمد مرسي وآخرين بالسجن المشدد لمدة 20 عامًا في القضية المعروفة إعلاميا بـ”أحداث الاتحادية”، والتى جرت وقائعها فى ديسمبر 2012 فى محيط القصر الجمهوري فى غياب تام لقوت الشرطة والجيش.
واعتبر نشطاء وسياسيون الحكم الصادر اليوم عن المستشار أحمد صبري يوسف “سياسي”، بالرغم من تبرئة القضاء لمرسي من تهمة قتل المتظاهرين إلا أن الحكم جاء بسبب استعراض القوة وهي تهمة تتنافي بطبيعة الحال ووفقا للأعراف العالمية مع منصب رئيس الجمهورية.
استغراض القوة
زين العابدين علي “المذيع بقناة الجزيرة” عقب على الحكم، قائلا: إن الحكم يعني أن مرسي بريء من تهمة التحريض على القتل في الاتحادية، لكن حصل علي ٢٠ عامًا سجن مشدد بتهمة استعراض القوة؟.
وأضاف زين العابدين :”تستعرض القوة، يحكم عليك بالسجن عشرون عاما، تقتل قتل عمد يحكم عليك بالبراءة فوراً”.
بدوره، قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل إن الرئيس محمد مرسي بقانون ساكسونيا الذي يحاكم به لم يقتل أحد، في حين القتلة أحرار، مضيفا: “أن الرئيس محمد مرسي تتم إدانته، والمجرم مبارك براءة .. “ثورة دي ولا احتلال ؟”.
القتلة أحرار
وقال حاتم عزام -نائب رئيس حزب الوسط- إنه أياً كان الحكم فهو يجعل من الرئيس مرسي زعيماً ورمزاً للتحول الديموقراطي في مصر ما بعد ثورة يناير.
من جانبه، أكد محمد محسوب -نائب رئيس حزب الوسط- أنه رغم الحكم فإن الثورة باقية حتى تحقق أهدافها، التي لم يقبل الرئيس أن يُساوم عليها وأولها الحرية.
وأضاف محسوب، أنه عقاب على وهم استعراض القوة، بينما لم نشهد إرهابا بالقوة إلا من سلطة القمع، وتسترٌ على ملفات القتل؛ لأن القتلة بحماية الانقلاب مؤكدًا أنهم سيسقطون بعارهم.
مرسي زعيم
واعتبر الكاتب الصحفي وائل قنديل أن منطوق هذا الحكم يبرئ الدكتور مرسي والإخوان من القتل أو حتى حيازة السلاح، مؤكدًا أن القاتل عند الاتحادية هو القاتل في موقعة الجمل.
بدورها، قالت عائشة الشاطر -كريمة نائب مرشد الإخوان – خيرت الشاطر- إن 20 سنة سجنًا لمرسي الذي حكم سنة واحدة ومبارك الذي حكم 30 سنة براءة، ولا عجب فأنت في بلاد العجائب.
وأضافت الشاطر :”ليسقط كل من خان، وليسقط كل من غدر، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.”
من جانبه، علق الداعية الإسلامي “فاضل سليمان” على أحكام الاتحادية -عبر حسابه علي موقع “تويتر”-: “القاتل يحاكم المقتول بتهمة القتل، ثم يصدق نفسه ويصدر الأحكام”.
وقال الدكتور علي القرة داغي -نائب رئيس هيئة علماء المسلمين- إنه فقط في مصر من “يُتهم” باستعراض القوة يُحكم عليه بالسجن لعشرين سنة!، أما من “يستخدم” القوة ويَقتل الآلاف فهو رئيس الدولة!.
وقضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن لمدة 20 عامًا على جميع المعتقلين في قضية “أحداث الاتحادية،” بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين واحتجازهم وتعذيبهم أمام قصر الاتحادية في ديسمبر 2012.