في زيارة لم يُعلَن عنها مسبقًا, توجه جون برينان, مدير المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”, إلى مصر للقاء قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وبرز صدى الزيارة في الصحف الأجنبية، التي أوضح بعضها أن الغرض منها هو مناقشة النزاعات الإقليمية، والجهود المشتركة الأمريكية-المصرية “لمكافحة الإرهاب”, في حين أكد البعض الآخر أنها إشارة جديدة على ذوبان الجليد بين البلدين.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات مع مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان في القاهرة، تطرقت إلى الصراعات الإقليمية والإرهاب في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن بيان حكومي، أن الاجتماع بين برينان والسيسي ركّز على “سبل تعزيز العلاقات الثنائية” والقضايا الاقليمية, كما اتفق الجانبان على مواصلة “التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك”, مضيفة “أن مصر ستظل شريكًا إقليميًا رئيسيًا للولايات المتحدة، على الرغم من التوترات التالية للإطاحة بالرئيس محمد مرسي في عام 2013”.
وذكرت صحيفة “ذا جورنال أوف تركيش ويكلي” التركية، أن هذه الزيارة تأتي عقب بداية ذوبان الجليد في العلاقات المصرية الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أشهر من التوتر عقب إطاحة الجيش المصري بمرسي”، مضيفة “أن السفير الأمريكي في القاهرة ستيفن بيكروفت حضر الاجتماع، بالإضافة إلى اللواء خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة المصرية”.
وقال موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، إن “الاجتماع انعقد في ظل تقارب متسارع بين الحليفين مصر والولايات المتحدة”.
وذكر موقع “أول أفريكا”، أن الاجتماع تطرق إلى التعاون المشترك فيما يتعق بالبقع المتوترة في الشرق الأوسط والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب”, مشيرًا إلى “أن وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي, أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، احتمال بيع صواريخ لمصر في صفقة بلغت قيمتها ما يقرب من 57 مليون دولار”.
وتابع “أن بيع الأسلحة المستقبلية سوف تضيف للأمن القومي الأمريكي “من خلال المساعدة على تحسين أمن بلد صديق “مصر” الذي كان ولا يزال قوة هامة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”.
فيما نشر موقع “وورلد بولتين” التركي، تقريرًا حول الزيارة بعنوان “الديكتاتور العسكري يلتقي بمدير “سي أي إيه”.
جدير بالذكر أن جون برينان, خلال لقائه في قناة فوكس نيوز في الآونة الأخيرة رفض وصف ما يفعله تنظيم “الدولة الإسلامية” بـ”الإسلام المتطرف”, حيث أجاب على تساؤل المذيع كريس والاس: “بالتأكيد الإسلام جزء مما تفعله “الدولة الإسلامية” أليس كذلك؟” فقال برينان: “هم يزعمون أنهم مسلمون, لكن الغالبية الساحقة من المسلمين في جميع أنحاء العالم تندد بشدة وتدين ما تفعله الدولة الإسلامية, وهذا هو السبب في أننا لا ينبغي أن نعطيهم أي نوع من الشرعية الدينية”.
وكان مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين نشر مؤخرًا تحليلًا لـ ستيفن كوك خَلُصَ إلى أن قرار استئناف المساعدات العسكرية لمصر اعتمد على التقارير التي تفيد بتدهور الوضع الأمني في مصر بموازاة الحروب المستعرة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وبرغم ذلك- أكد “كوك”- أن هناك اختلاف، ربما غير مرئي حاليا- بين أمريكا ومصر؛ لأن لديهما أولويات متباينة، ويريان العالم بطريقة مختلفة. قبل أن يختم بالإشارة إلى أن المساعدات العسكرية، التي قد تستمر لبعض الوقت، هي من مخلفات آخذة في الأفول.