أفاد شهود في منطقة “اليوسفية” جنوب العاصمة العراقية بغداد -المحاذية لنهر الفرات والقريبة من جسر “بزيبزة” الذي شاع اسمه عبر وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية بعد منع القوات الأمنية عبور العائلات النازحة من مدينة الرمادي باتجاه بغداد- أن شابين من نازحي الأنبار أقدما على الانتحار؛ بسبب منعهما من دخول العاصمة من قبل القوات الأمنية.
وقال الشهود، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إنهما أثناء محاولتهما تقديم المساعدات للنازحين العالقين عند معبر بزيبزة، أقدم شابان ممن نزحوا من مدينة الرمادي على الانتحار عن طريق رمي نفسيهما في نهر الفرات، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة ومنعهما من دخول العاصمة إلا بكفيل.
وأضاف الشهود، أن “الشابين تتراوح أعمارهما ما بين الـ20-24 عامًا، لم يتحملا المشهد المؤلم الذي تعيشه كل العائلات، وسط استهزاء القوات الأمنية بمشاعر المواطنين وعدم الاكتراث بحالهما”.
وتابع الشهود أن “اليومين الماضيين شهدا أيضًا وفات ثلاث نساء مسنات من بين النازحين؛ نتيجة لتردي الحالة الصحية، وجلوسهن ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط انعدام تام للخدمات الإنسانية”، وأشاروا إلى أن القوات الأمنية منعت، أمس السبت، عشرات الكفلاء ممن قدموا لكفالة النازحين من أهالي الأنبار من الوصول إليهم.
وكانت عشرات آلاف من العائلات الأنبارية، فرت من مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها، مع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية وتوغله في شمالي المدينة، وتوجههم صوب العاصمة بغداد ومناطق أخرى أكثر أمنًا، في أكبر موجة نزوح شهدها العراق خلال عام.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس محافظة بغداد، رياض العضاض، الشرط الذي حددته قيادة عمليات بغداد لدخول النازحين إلى العاصمة والمتمثل بتوفر الكفيل، إجراء غير دستوري ومخالفاً للقانون.
وقال العضاض، في حديث صحفي له إنه “لا وجود لأي مادة دستورية في الدستور العراقي، تشير إلى توفر الكفيل بتنقل المواطنين العراقيين بين المحافظات”.
وأوضح العضاض أن “غياب المركزية في قيادة عمليات بغداد؛ زاد من صعوبات دخول نازحين”، لافتًا إلى أن “القرارات المركزية التي تصدر من قيادة عمليات بغداد، لا يطبقها القادة الميدانيون بخصوص رفع شرط الكفيل، فالسيطرات الأمنية لا تزال تطالب بكتاب رسمي من قيادة عمليات بغداد، للسماح بدخول النازحين وتحركهم في العاصمة”.