في ذكرى إحياء اليهود للمحرقة أوردت صحيفة “واشنطن بوست” قصة “نور خان” المرأة المسلمة التي ضحت بنفسها من أجل اليهود، وعاشت حياة مختلفة تماما منذ مولدها عام 1914، كما تروي الصحيفة.
“نور خان” بحسب صحيفة واشنطن بوست وُلدت لأب هندي من سلالة نبلاء، ولها أخت غير شقيقة تدعى بيري بيكر، وفي طفولتها هربت من الفوضى التي كانت سائدة في موسكو لتعيش في باريس حياة غربية خالصة في مظهرها وفي تعليمها، حيث تخرجت في جامعة السوربون، وألفت كتابا يحوى قصصا خيالية للأطفال قبل سن 25 عاما.
وفي عام 1940، أي بعد عام من اندلاع الحرب العالمية الثانية، احتل الألمان فرنسا وفرت “خان” ووالداها مثل ملايين الفرنسيين، واستقلت قاربا من ميناء بردويو جنوب غرب فرنسا إلى إنجلترا لتنضم في الحال إلى المجهود الحربي البريطاني.
وتم تدريبها على الاتصالات اللاسلكية لتكون ضمن أفراد العمليات الخاصة “إس أو إي” الذين ذهبوا سرًا إلى باريس بعد تلقي تدريباتها في لندن عام 1942، ووجدت دعمًا من العناصر السرية الذين تعدهم بريطانيا ليوم الغزو، وكانت وظيفتها هي الأخطر بين كل أعضاء العمليات الخاصة السرية، لأن الألمان كانوا ماهرين في تعقب إشارات البث، حيث كان متوسط حياة مسؤول الاتصال بالمقاومة في باريس 6 أسابيع منذ بدء الإشارة الأولى قبل أن يقتله الألمان.
لكن “خان” التي بدأت العمل ضمن صفوف المقاومة في يناير 1943 استمرت حتى تم أسرها على يد “الجستابو” -الشرطة السرية النازية- في أكتوبر من ذات العام، وكانت حياتها بداية من أسرها حتى تم قتلها في سجن السياسيين شديد الحراسة داخل ألمانيا عام 1944.
ولفتت الصحيفة إلى أن نور خان هي إحدى المسلمات اللاتي ساعدن قوات الحلفاء في هزيمة النازية، وأبدت شجاعة منقطعة النظير، مشيرة إلى أن التاريخ مليء بتلك الأمثلة.
فالسفير التركي في باريس، باهق أركان، منح آلاف اليهود أوراقا تقول إنهم مواطنون أتراك، ورتب عمليات إخلائهم إلى أوروبا عبر القطار، وفي مرسيليا أوقف القنصل التركي في تلك المدينة شحنة قوامها 80 يهوديا، كانوا متجهين إلى حتفهم في ألمانيا، ورتب لأمر عودتهم بلا أي ضرر إلى فرنسا.
وكان للمسلمين التونسيين دور في تلك التضحيات التي عبر عنها أحمد سوماي مدير مستشفى باريس الذي يقع خارج باريس في توفير المال والتقنيات الفنية للمقاومة الفرنسية وعلاج الجرحى، وإخفاء الجنود في مناطق سرية لا تستطيع الشرطة السرية الألمانية أن تصل إليها.