استنكرت وزارة الثقافة في حكومة إبراهيم محلب، حرق الكتب الإسلامية في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة، واصفة ما حدث بأنه “إرهاب فكري”.
وقالت الوزارة، في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن “وزارة الثقافة تابعت بمزيد من القلق والاستياء والاستنكار ما تم في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة من حرق عديد من الكتب، بدعوى أنها تدعو إلى التطرف والإرهاب”.
وأضافت الوزارة أن “هذا المشهد يعيد إلينا مرة أخرى مشهد حرق كتب ابن رشد في الأندلس بدعوى أنها تحرض على الزندقة، ولكنها أحرقت كتبه في الأندلس وانطلقت بها أوروبا من ظلمات العصور الوسطى إلى عصر النهضة حيث أضاءت الحضارة الأوروبية الغربية بنور العلوم والثقافة والفنون، وأحدثت طفرة في تاريخ الإنسانية على طريق التقدم والتطور والاستنارة، واحتفظت بها مصر لتبقى للبشرية كنزًا وتراثًا، ومادة لإعمال العقل والفكر والاجتهاد، وظلت مصر على مدى العصور هي الملاذ الآمن للكتب وللثقافة والعلوم والفنون وليس للحرق”.
وتابعت “ضمت الكتب التي احترقت في مشهد عبثي، كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ علي عبد الرازق، وهو كتاب مهم لأي مثقف عربي مسلم قدم فيها الشيخ علي عبد الرازق رؤيته في مقولات وأطروحات حول قضية خلافية هامة، وهي “الحكم في الدولة الإسلامية” فكيف يكون كتابًا مثل هذا يدعو للتطرف والإرهاب، كذلك كتاب عثمان أمين عن التنويري جمال الدين الأفغاني، وقائمة الحرق طويلة ما بين كتب عن المرأة وكتب عن الإدمان والمخدرات وغيرها”.
وأوضحت الوزارة أنها “وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم جاء في أحد بنودها إمداد المكتبات المدرسية بإصدارات وزارة الثقافة المختلفة، فكان من ضمن ما أحرق كتاب “ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات”، وهو من إصدارات هيئة قصور الثقافة، وغيرها من الكتب التي أصدرتها الوزارة، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارتين”.
ووصفت مشهد الحرق للكتب بأنه إرهاب فكري، مستنكرةً ما أسمته بـ”الفعلة الشنعاء”، وأكدت أنها مع حرية الإبداع والفكر، بموجب الدستور والقانون، ولا منع لأي كتاب أو مصادرة أو حرق ولا حكر على أي فكر، فحرية الإبداع والاطلاع مكفولة لكل المصريين.