بحجة دعوتها للتطرف، تبنت وزارة التربية والتعليم بحكومة محلب، حملة لحرق الكتب الإسلامية، لتكون أحدث تقاليع الثورة الدنيية للانقلاب العسكري على النصوص الدينية.
وكان عبد الفتاح السيسي دعا -خلال كلمة له في احتفال المولد النبوي الشريف- رجال الدين إلى تصحيح ما وصفها بالمفاهيم الخاطئة التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، موضحًا أن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعبًا للغاية.
الأزهر أول المشاركين
على الفور بدأ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عقد جلسات عمل متواصلة لاستكمال عناصر “ثورة التصحيح” التي دعا إليها السيسي.
وبحسب عباس شومان -وكيل الأزهر- فإن “الطيب وجه بتنفيذ ما جاء في الخطاب بإصلاح مناهج التعليم، والخطاب الدعوي”، مشيرًا إلى أن “هذه الخطوة بدأت منذ عام، وقاربت على الانتهاء فيما يتعلق بجميع المقررات الشرعية والعربية التي تضمنت معالجات للقضايا المعاصرة كالإرهاب والإلحاد”.
وأضاف “شومان” أنه تم تشكيل لجان برئاسته لاستكمال عناصر تصحيح الخطاب الديني، “بما يقوي روح الانتماء للوطن، ويعكس صورة مشرقة لدى الدول التي شوهت صورة الإسلام في أذهان مواطنيها”.
حرق الكتب
في أحدث هذه الوقائع قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب.
يأتي هذا في وقت تمتلئ فيه وسائل الإعلام المصرية بمئات البرامج التلفزيونية والأعمال الدرامية والمقالات، التي تهاجم ثوابت الإسلام وشعائره وتراثه في إطار الحرب على الإرهاب التي يروج لها النظام.
هجوم إعلامي على الأزهر والصحابة
واستغل الإعلام دعوات “السيسي” وهاجم الصحابة و”الأزهر” رغم تأييد مشايخه وعمائمه المطلق للانقلاب، حيث طالب كثير من السياسيين والإعلاميين بتغير مناهج الأزهر، كما تبنى إسلام البحيري الهجوم على الإمام ابن تيمية والبخاري، وشكك في صحة الأحاديث التي تم جمعها.
وقال يوسف الحسيني على قناة أون تي في: “انتو أوصياء علينا يا جماعة ما تخليكم أوصياء على نفسكم دة بس أولا، بالإضافة إلى تطهير الأزهر من الإخوان وتطوير المناهج الدراسية داخل الأزهر”.
فيما قال الصحفي إبراهيم عيسى على قناة “أون تي في”: “إن الأزهر لا يتواني عن تكفير الأدباء والعلماء”، مستغربًا” لماذا لم يكفّر داعش؟”.
وقال إن “الأزهر لم يعلن داعش كافرة، بسبب أنه يكفّر من يتخالف مع مشايخه ويعارض أفكاره”، مضيفًا “إذا نظرت لكتاب الأزهر بالصف الثالث الثانوي سنجد أن منهج داعش موجود في الكتاب، ويدرسه الأزهر لطلابه، فكيف يختلف الأزهر مع داعش؟”.
وتابع تهكمه من مناهج الأزهر قائلا: “لماذا نغضب من طلبة الأزهر إذا خرجوا علينا وحرقونا إذا رأووا أننا كفرة من وجهة نظرهم وهذا ما يدرّسه لهم الأزهر في الثانوية العامة؟ ما سيحدث في ظل وجود المسئولين الإخوانيين الحاصلين على مناصب عليا في الأزهر الشريف”.
إقرار روايات تعادي الإسلام
وفي وقت سابق هاجم وزير الثقافة بحكومة محلب، الدكتور جابر عصفور، مؤسسة الأزهر لرفضها مسرحيتي “الحسين ثائرًا” و”الحسين شهيدًا”، مشيرًا إلى أن حكم مؤسسة الأزهر على مسرحيتي “الحسين ثائرًا” و”الحسين شهيدًا” ليس صوابًا أو موافقًا لحكم الدين، وإنما كان اجتهادًا شخصيًا”، على حد قوله.
وقال “عصفور”- خلال مداخلة هاتفية على فضائية “المحور”: “المسرحيتين تم منعهما من العرض لأنهما يتناولان قصة الثورة التي قام بها الحسين بن علي ضد الظلم الذي قام به معاوية بن أبي سفيان والانقضاض على الخلافة الإسلامية”، مشيرًا إلى أنه لا يعرف سبب انسحاب الدكتور محمد مهنا مندوب شيخ الأزهر من احتفالية افتتاح “المسرح القومي المصري”، مؤكدا أنه “لن يتراجع عن تصريحه بأن الأزهر به الكثير من المشايخ المتعصبين”.
مليونية لخلع الحجاب
وبشكل علني أطلق أحد الصحفيين دعوة لتنظيم مليونية في ميدان التحرير في مطلع شهر مايو المقبل لخلع الحجاب
وأثارت الدعوة التي أطلقها الصحفي شريف الشوباشي، المعروف بتوجهه العلماني، غضب الكثيرين الذين اعتبروها تطرفا فكريا من نوع آخر، يقابل التشدد الذي يدعو له بعض الإسلاميين.
وطالب الشوباشي السلطات بمنحه تصريحا بتنظيم المظاهرة التزاما بأحكام قانون التظاهر، كما طالب وزارة الداخلية بتوفير الحماية اللازمة للمشاركات في هذه التظاهرة.
تقنين الحشيش
ومن ضمن تقاليع الثورة الدينية الدعوة لتقنين زراعة نبات القنب “الحشيش”، التى اقترحها رئيس رابطة تجار السجائر، أسامة سلامة بدعوى توفير مليارات للدولة، هي الدعوى التي باركها سياسون وإعلاميون محسوبون على النظام الانقلابي، وقد أعقب هذه الدعوة حملة إعلامية كبرى، تم خلاله استضافة تجار المخدرات عبر الفضايات، في سابقة لم تحدث من قبل في محاولة لفرض واقع جديد من الفساد وتهيئة المصريين على قبوله.
تقنين الدعارة
تداولت الصحف تصريحات لمصدر قضائي في لجنة ما يسمى بالإصلاح التشريعي، أن الانقلاب يدرس مقترحًا بتقنين ممارسة “الدعارة”، وإصدار تراخيص رسمية له، بحسب موقع “دوت مصر”.
وانتشرت أخبار عن الإدارة المحلية: إن هناك مقترحًا يُدرس بتقنين السماح بممارسة الدعارة عن طريق إعطاء ترخيص رسمي بذلك، اقتداءً بتجربة عدد من دول العالم، لتخفيف ما وصفوه بمعاناة المواطن المصري.