ردت إسلام آباد على الانتقاد الإماراتي لقرار البرلمان الباكستاني، بالتزام الحياد في النزاع الدائر داخل اليمن، في خلاف نادر بين الدولتين الحليفتين.
وقال وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان، الأحد ، في بيان وصل “روسيا اليوم”، نسخة منه: “هذا ليس فقط أمر مثير للسخرية، لكنها كذلك لحظة للتفكير بأن وزيرًا إماراتيًا يوجه التهديدات إلى باكستان” مضيفًا أن “تصريح الوزير الإماراتي هو انتهاك فاضح لكل الأعراف الدبلوماسية السائدة طبقًا لمبادئ العلاقات الدولية”.
وأكد “علي خان”، أن “باكستان بلد فخر وعزة ويكن مشاعر أخوية لشعب الإمارات والسعودية، لكن هذا التصريح من وزير إماراتي هو بمثابة إساءة لعزة نفس باكستان وشعبها وهو أمر غير مقبول”.
وكان البرلمان الباكستاني قد صادق، في 10 أبريل الجاري، بالإجماع، على قرار يدعم التزام إسلام آباد بحماية الأراضي السعودية من الحوثيين، إلا أنه رفض طلب السعودية إرسال جنود وسفن وطائرات للمشاركة في القتال في اليمن.
الإمارات تنتقد موقف باكستان من الحرب في اليمن
وكانت الإمارات قد طالبت باكستان، الجمعة الماضية، بموقف واضح لمصلحة علاقتها الاستراتيجية مع دول الخليج، واصفة قرار إسلام أباد “الحيادي” من الصراع في اليمن بأنه “خطير وغير متوقع”.
وانتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، من خلال تغريدات على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” القرار الباكستاني قائلا: “الخليج العربي في مواجهة خطيرة ومصيرية وأمنه الأستراتيجي على المحك، ولحظة الحقيقة هذه تميز الحليف الحقيقي من حليف الإعلام والتصريحات”.
وأضاف “يبدو أن أهمية طهران لإسلام أباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج، بعدنا الاقتصادي والاستثماري مطلوب، ويغيب الدعم السياسي في اللحظة الحرجة”.
كما طالب باكستان “بموقف واضح لصالح علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري تكلفتها عالية”.
العلاقات الثنائية بين الإمارات وباكستان
من جهة أخرى، تحاول كل من باكستان والإمارات تفادي تأثير التوتر السياسي على التعاملات الاقتصادية الثنائية، حيث التقى وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، اليوم الإثنين، بالسفير الباكستاني آصف علي خان دراني، لبحث سبل تعزيز التعاون والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأشاد “المنصوري”، بالعلاقات الاقتصادية الثنائية التي تشهد تطورًا كبيرًا، منوهًا بالجهود المشتركة نحو توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والاستثمارية.
وجاءت باكستان في المرتبة الـ24 بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للدولة مع بقية دول العالم، كما حلت بالمرتبة 16 بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من دولة الإمارات.
وكانت باكستان أول بلد يعترف بالإمارات في عام 1971 ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة.
وتعتبر الإمارات مستثمرًا كبيرًا في باكستان، كما أن نحو 1.4 مليون باكستاني يعملون في دول الخليج ويرسلون حوالات إلى بلادهم التي تعد رافدًا حيويًا لاقتصاد البلاد.