كتب الصحافي المعتقل محمد مأمون، مراسل قناة مصر25، رسالة من داخل سجنه، أكّد فيها أن وجهة نظره حول كون الإعلام هو “السلاح الأهم لأي نظام”، تغيّرت، إذ بات يعتقد أن “السلاح الأهم هم القضاء”.

وفي رسالته التي حملت عنوان “ما بين المنبر الإعلامي والمنصة القضائية لظاغيت النظام”، أضاف الصحافي المعتقل: “متفق تمامًا مع من قال ’إعطني إعلامًا بلا ضمير، أعطيك شعبًا بلا وعي’، لكن ليت الفرصة سنحت لي أن أجلس مع جوبلز، وزير الإعلام النازي لهتلر، وصاحب تلك المقولة، حتى أشرح له وجهة نظري في إضافة جملة جديدة ألا وهي: ’إعطني قضاءً بلا استقلال أعطيك طغيانًا يفوق الخيال’”.

وأشار “مأمون” إلى أن القضاء “كسلاح نظامي أثبت إلى الآن نجاحه بنسبة تعدت 80% في وضع مثل وضع الانقلاب العسكري الذي نعيشه”، مضيفًا: “من وجهة نظري لن يستقل القضاء المصري إلا إذا جلس على منصته عضو يمين من المريخ وعضو شمال من الزهرة، وبالطبع قاضي المنتصف من كوكب بلوتو التاسع، الذي تم إلغاؤه من المناهج للشك في وجوده من الأساس”.

وتابع: “نخرج سويًا من الدحديرة العامة إلى النقرة الخاصة بالمشهد المصري، وقضاء مصر في ظل الانقلاب العسكري، أو بمعنى أبرز منذ ثورة يناير، أو بمعنى أعمق منذ 2010 باتفاق الجميع أن انتخابات 2010 كانت القشة التي قسمت ظهر نظام مبارك البائد، والذي اتخذ من القضاء درعًا وسيفًا وخوذة لحمايته، لكن لم يكن بالإمكان أطغى مما كان”.

واستطرد الصحافي المعتقل: “ومنذ 2010 إلى 2013 ومع الانقلاب العسكري والذي شارك فيه القضاء بقوة كلاعب أساسي، ظل طيلة الثلاث سنوات ما بين 2010 إلى 2013 في معسكر مغلق يُعد نفسه ليمارس القاذورات السياسية الانتقامية ضد ثورة شعب”.

وأكد محمد مأمون أن رسالته جاءت لأنه “أحد الذين مورست ضدهم سلاح القضاء”، إذ حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، “لهدف معروف ومحفوظ، ألا وهو كتم كافة الأبواق وكسر كافة الأقلام”، على حد تعبيره.

وكانت محكمة جنايات دمنهور، قضت بحبس الصحافي محمد مأمون أبو شوشة، مراسل قناة مصر25 الفضائية في البحيرة، لثلاث سنوات، مع غرامة 20 ألف جنيه، بتهمة حيازة كاميرا.