شهدت المحال التجارية الكبرى للفسيخ والرنجة والملوحة في محافظة الجيزة، إقبالًا كثيفًا قبل عيد شم النسيم، رغم زيادة أسعارها بنسبة 15% هذا العام مقارنةً بالعام الماضي.

فلا يبالي غالبية المشترين بارتفاع الأسعار، ولا بالتحذيرات المتكررة من وزارة الصحة بالأضرار التي تسببها تلك الأسماك خاصةً الفسيخ، مع توارد معلومات كثيرة في الأيام القليلة الماضية عن ضبط عدة أطنان فاسدة من الفسيخ في عدد من المحافظات.

ويقول حسن جمعة، صاحب محل فسيخ في محافظة الجيزة: “رغم أن كيلو الرنجة يبدأ من ٢٠ جنيها بدلًا من ١٥ جنيها بزيادة عن العام الماضي، وسعر الفسيخ يتراوح من ١٠٠ جنيه إلى ٨٠ جنيها لم تمنع تلك الزيادة من توافد المشترين لشراء الفسيخ بأنواعه والرنجة والسردين”.
ويضيف حسن أن السوق لم تتأثر بتلك الزيادة كما هو منتشر، حيث إن الشعب المصري أهم ما يتميز به الحفاظ على العادات القديمة مهما كلفه من ثمن.

اتفقت معه في الرأي نادية كارم التي قالت إنها لا يمكن أن  يمر عليها شم النسيم دون تجمع أولادها وأحفادها، سواء أكان داخل أو خارج المنزل وتناول “الفسيخ والرنجة” مهما كانت أسعاره، حيث أكدت أنها عادات تم توارثها من الأجداد ويجب المحافظة عليها للأجيال القادمة.

“بنسعى إننا نستمتع في اليوم ده بأي شكل”، هكذا قال “عم حسن” صاحب ورش تصليح الأحذية، ويضيف: “قبل شم النسيم بانزل أنا وزوجتي نشتري الفسيخ، وخصوصا الفسيخ المغلف الكيلو منه بـ٦٠ جنيها زاد فقط ٥ جنيهات عن السنة اللي فاتت، ونبدأ الاستمتاع باليوم من أوله مع أولادنا، ولا نهتم بأي أضرار صحية بتحصل لينا بعد تناوله”.

وتابع ممازحًا “أنا أعرف ناس كتير تعبوا من الفسيخ بعد أكله، بس المعدة حديد بتاكل من تاني”.

إلا أن “أم محمود” كان لها رأي آخر، حيث قالت “الفسيخ والرنجة أكثر حاجتين بتسبب ضرر للإنسان، وباستغرب من الناس المتلهفة لشرائهم ولا يهتمون بالأضرار الصحية التي تسببها، خصوصا أنها تزيد في موسم شم النسيم لتزيد من أضرارها، فالجميع لا يبالي بجودتها أو اختيار المكان المناسب لشرائها أولا، المهم إنهم يمارسوا التقاليد والعادات التي أدت إلى ضياع الشعب المصري أكثر”.