شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عفوا “رصد”.. هل فشلت كل الكيانات الثورية؟!

عفوا “رصد”..  هل فشلت كل الكيانات الثورية؟!
أدهشني مقال قرأته على شبكة "رصد" تحدث عن خمسة عشر سبباً لفشل الكيانات المعارضة للانقلاب، والحقيقة أن أهم ما جعلني مستاءً مما قرأت هو أن الكاتب افترض نتيجة معينة "من عنده"، وهي فشل الكيانات الثورية وظل يعدد أسباب هذا الفشل!!

أدهشني مقال قرأته على شبكة “رصد” تحدث عن خمسة عشر سبباً لفشل الكيانات المعارضة للانقلاب، والحقيقة أن أهم ما جعلني مستاءً مما قرأت هو أن الكاتب افترض نتيجة معينة “من عنده”، وهي فشل الكيانات الثورية وظل يعدد أسباب هذا الفشل!! وهذا الأمر لا يعطي للقارئ الحرية في التفكير أو يمحنه القدرة على استنتاج صحة أو خطأ ما يفترضه الكاتب، وهذه الطريقة (من وجهة نظري) لا تحترم عقلية القارئ، ولكن وفي نقاط سريعة أود الرد على المقال في ما يلي:

أولا: ما هو معيار فشل أو نجاح الكيان الثوري؟

واسمحوا لي أن أصيغ نفس السؤال بطريقة مختلفة: ما هو معيار نجاح أو فشل الثورة؟ وبطريقة أخرى ما هو معيار نجاح كل الفعاليات الثورية الموجودة على الأرض بمختلف أشكالها وتوجهاتها؟

الإجابة ببساطة شديدة هي كسر الانقلاب.

إذن الكل يرتقب هذه اللحظة سواء الثائر على الأرض أو الكيان الثوري أو المعتقل في محبسه أو المصاب في فراشه، والكل يعمل بقدر استطاعته للوصول إلى هذه اللحظة، ويقدم التضحيات التي يمكنه تقديمها بقصد الوصول إلى هذا الهدف.

أما عن تأخر الوصول لهذا الهدف فأنا أؤمن أنه نصر من الله سيأتي في الموعد الذي حدده بعد أن تلفظ هذه الثورة كل خبثها الذي علق بها منذ ثورة 25 يناير، وكان من بين هذا الخبث أننا مرت بنا أيام كنا نقول ونردد أن “الجيش حمى الثورة”.

ثانيا: كيف توضع كل الكيانات الثورية في كفة واحدة؟

المقال تعرض لخمسة كيانات ثورية وافترض فيهم جميعاً الفشل! في حين أن هناك كيانات قامت وتوقفت عن العمل منذ أن قامت، وهناك كيانات أخرى ما زالت تؤدي ما تملكه لصالح الثورة المصرية، وبالرغم من ذلك فإن المقال اتهم الجميع بالفشل! من يعمل مثل من لا يعمل، ومن توقف مثل من استمر، ومن ساعد مثل من شاهد، وهذا فيه ظلم بين للكيانات التي ما زالت تعمل وتؤدي الدور المنوط بها لنجاح هذه الثورة، ولا ـدري كيف يجلد المقال كل الكيانات الثورية بسوط واحد دون تفرقة بين أي منها وهو أمر بلا شك فيه تجني وظلم كبير للعديد من الكيانات الثورية العاملة.

ثالثاً: إفراط الطعن في الكيانات الثورية هو طعن في الثورة المصرية

لأن هذه الكيانات بلا شك تحظى بتأييد الشارع الثوري لها، ولا يمكن لكيانات مثل التحالف الوطني لدعم الشرعية أو المجلس الثوري المصري أو البرلمان المصري في الخارج أن يدعي أنها ليست إلا إفرازات حقيقية للثورة المصرية ومعبرة عنها، والقول بأن هذه الكيانات قد فشلت يعني بوضوح أن (الثورة قد فشلت في إيجاد ممثل عنها ومعبر عن نبضها)، وبالتأكيد ليس هذا هو مقصد المقال، ولكن كل هذه الكيانات يجب أن يتناسب حديثها مع الحراك الثوري الحقيقي الحاصل على الأرض، لأن هذه الكيانات لو سبقت الثورة سوف تغرد منفردة بعيدا عما يحدث على الأرض، ولو تأخرت عنها سوف تلفظها الثورة بصورة تلقائية.

رابعاً: لا أقبل شهادة رصد وأقبل شهادة الانقلاب

الكيانات الثورية صداع في رأس الانقلاب وألم يلازمه يتمنى أن يفارقه، فلماذا إذن تحفظ الانقلاب على أموالنا؟ ولماذا عزلنا من وظائفنا؟ ولماذا اعتقل رموز هذه الكيانات؟ ولماذا نسبّ على فضائياتهم ليل نهار؟ ولماذا.. ولماذا.. ولماذا؟ أحبّتي في “رصد” الرحمة حلوة.

————————————————————————————————————————–

* تعقيب: نحن في شبكة “رصد” لا نتبنى رأي أحد، وهذه آراء المصادر المشاركة في التقرير المشار إليه، ونحن منفتحون على كل الآراء ونعرضها بحيادية تامة.

 

لقراءة تقرير “15 سببا لفشل الكيانات المعارضة للانقلاب.. العاشر أخطرها” من هنا

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023