اتفق أكاديميون وسياسيون عرب في تصريحات لشبكة "رصد" أن الاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي، جاء في مصلحة إيران على حساب العرب، مؤكدين أن إيران ستشن هجمة شرسة في المنطقة بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته السلطة الإيرانية مع الولايات المتحدة، إذ أكدوا أن ذلك الاتفاق سيعزز فرص إيران من فرض نفسها على العرب.
الاتفاق ضد مصلحة العرب
وأكد الدكتور باسم عالم ، أستاذ القانون والسياسي السعودي، في تصريح لشبكة "رصد"، أن كل اتفاق تبرمه الولايات المتحدة في المنطقة سيكون ضد مصلحة العرب، فالولايات المتحدة بطيعتها ليس لها حليف دائم سوى مصلحتها ، إذ استشعرت بخطورة إيران فتوصلت معها لاتفاقية على حساب شركائها العرب.
وقال عالم :"أما الدول العربية ورفقائهم في البلاد السنية يمكنهم أن يتحدوا ويستقلوا، فنحن نشهد حراك وديناميكية على الارض، وعلى الدول العربية ان تعيد حساباتها مع نفسها للخروج من المؤامرة المرتقبة، فالاتفاق الايراني الأمريكي واضح وهو إيران تتعهدد ان 15 عام وقف تخصيب مرئي، بينما الجزء الغير واضح هو أن تترك الولايات المتحدة إيران لفرض قبضتها بقوة في العراق وسوريا واليمن والبحرين، لافتا إلى أن إيران قبلت بالشروط الغربية، على أساس تتفرغ لمصالحها في المنطقة".
وتابع :" ونحن يجب الا نعتبر ان مفاوضات ايران نصر لنا، فاذا لم ننهض نحن العرب سنصبح فريسة سهلة للتمدد الإيراني ".
منح بلاد فارس الشرعية النووية
من جانبه قال الدكتور محمد الحضيف أستاذ الإعلام السعودي، من المؤكد أن الاتقاق الأمريكي الإيراني، يمنح بلاد فارس شرعية نووية ، إذ أن التصور الأمريكي السابق كان يهدف إلى تفكيك الطاقة النووية، لكن الآن احتفظت إيران بقدراتها من خلال تقليل التحرك، كما ستحصل ايران على علاقات غربية جيدة على حساب العرب".
وتابع:" إيران ستكون معنية ببناء أرضيات جديدة في بلاد العرب، و ستحصل على نفوذ جديد بالمنطقة، بينما ستجد الدول العربية نفسها في مأزق أمام التحرر الإيراني من الناحية الاقتصادية، الذي من خلال توفير الدعم لحلفائها في الدول العربية، كما إنها ستنشط اقتصاديا وبالخصوص سياسيًا كقوة اساسية واقليمية كبرى".
ولفت الحضيف إلى أن الاتفاق النووي صعد بإيران في المنطقة مؤكدًا أن جزء من الاتفاقية هدفه الاندماج في المجتمع الدولي، وحصولها على أموالها المجمدة ، وتوفير مليارات الدولارات التي ستساعدها في التطوير وستكون أكثر ارتباطا بحلفائها".
وأكد الحضيف أن عملية "عاصفة الحزم" تعتبر اختبار مصيري لقدرة العرب على وقف المد الإيراني، والاستقلال عن الغرب، فسبق و استمعت لمقابلة مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ، وهو يحذر من تكرار عاصفة الحزم في سوريا والعراق، فالبتالي نجاح عاصفة الحزم هو بداية للوحدة العربية والإسلامية السنية".
المواجهة أو القبول
من جانبه أكد الكاتب والسياسي الأردني راكان السعايدة، أن الاتفاق الأمريكي الإيراني يضع العرب على خيارين ، أولا الضغط على الإدارة الامريكية وإعطاء ضمانات لحمايتها من إيران، والثاني هو القبول بالأمر الواقع حول الاتفاق النووي، و وربما تكون دعوة الرئيس الامريكي لاجتماع كامب ديفيد لتهدئه العرب".
وأضاف السعايدة في تصريح لـ"رصد" أن المحصلة النهائية في الاتفاقي أن الرابح الاكبر فيها ايران، والدول العربية كلها متضررة و مطالبة بأكثر من أي وقت سابق أن تبني تحالف استراتيجي لمواجهة المخاطر الثقافية والسياسية والاقتصادية".
وتابع:"اعتقد ان دول "عاصفة الحزم" الـ 10 يمكن القياس عليها، فإذا تم تشكيل حلف عربي إسلامي وشمل مناطق في أسيا سيكبح نفوذ إيران ويحجم تحركاتها ، ولكن فرص تكوين هذا التحالف تكاد تكون مستحيلة فلكل دولة لها مصالح مرتبطة بأمريكا وإيران".
وأوضح أنه لا يمكن حالي بناء اتفاق شامل ، بينما سيكون هناك اتفاق جزئي".
ويمهد الاتفاق المبدئي الذي أبرم أمس الخميس بعد محادثات استمرت ثمانية أيام في سويسرا الطريق لتسوية تهدئ مخاوف الغرب من أن يكون لإيران سعي لإنتاج قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.