شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أبناء قرية الشرفا بالمنيا يدفنون أحلامهم في المحاجر

أبناء قرية الشرفا بالمنيا يدفنون أحلامهم في المحاجر
يقع أهالي قرية الشرفاء بالمنيا ضحايا الفقر والاستغلال، فعدد كبير من أهالي القرية ما...

يقع أهالي قرية الشرفاء بالمنيا ضحايا الفقر والاستغلال، فعدد كبير من أهالي القرية ما بين مصابين بأمراض مزمنة أو واقعين في خطر الموت بالتفحم أو الصعق بالكهرباء في محاجر القرية.


 

الالتهاب الرئوي والسرطان والحمى والتهابات العيون، وكذلك ضعف السمع والعاهات المستديمة، أبرز الحالات المرضية التي وقع عدد من أهالي القرية العاملين بالمحاجر ضحايا لها.

 

فيعمل أكثر من 20 ألف عامل بمحاجر شرق النيل بالمنيا ومحاجر قرية الشرفاء، والذين يقع أغلبهم ضحايا بتر الأطراف والكسور العظمية بسبب الماكينات الضحمة وانتشار الأسلاك المكشوفة بها، فضلا عن انتشار عدد كبير من المحاجر غير المسجلة والتي لا تخضع للأجهزة الرقابية، كل ذلك في مقابل مادي هزيل، يصل إلى 120 جنيها يوميا لكبير السن، بينما يكسب الأطفال والحدث نحو 80 جنيها يوميا، دون وجود تأمينات صحية، أو جهات رقابية على المحاجر بالرغم من خطورة تلك المهنة عليهم.


إذ تشير تقارير مؤسسة وادي النيل لعمال المحاجر إلى أن هناك ما يقارب من 700 محجر مسجل وآخر غير مسجل، وأن أغلب حالات الوفاة الحادثة بالمحاجر نتيجة كبر حجم الآلات، وعدم اختصاص العمال في العمل بها، أو لانتشار الأسلاك الكهربائية المكشوفة.


بينما تشير إحدى التقارير الحديثه لجامعة أسيوط إلى أن هناك حوالي 1400 محجر مرخص، بينما هناك ما يقارب من أكثر من 500 محجر غير مرخص، وتقدر نسبة عمالة الأطفال التي زادت ما بين 23% و50% وذلك لضعف المقابل المادي الذي يتقاضيه الأطفال، مقارنة بمن هم أكبر سنا.

 

كما أكدت تقارير جامعة أسيوط أن نسبة تركيز الغبار الذى يحتوي على السيلكا أعلى من المعدلات المسموح بها، بجانب غياب عوامل الأمن الصناعي والسلامة المهنية وغياب التأمين الصحي، وعدم وجود وسائل إنقاذ سريع في حين أنه لا يحصل العمال على أي تعويضات عن العجز أو الوفاة.

 

"هنا مافيش غير الجوع والمهانة.. هنعمل إيه يعني؟"، كان تعليق أحد العاملين بتلك المهنة والذي يدعى "سيد"، والذي أضاف في تصريحاته لـ"رصد": "أي حد مش متوظف أو على الأقل فى ريف ومش متعلم مالوش حق في الدولة، ده حتى المتعلم مابقاش ليه حقوق واحنا ماحدش سائل فينا، خلاص ميتين احنا هنا".

وتابع العامل أن أصحاب تلك المحاجر لا يحترمون آدمية العمال بها، فأكد أنه لا وجود لوقت للراحة، فضلا عن استخدام واستغلال الأطفال للعمل بتلك المحاجر بكثرة بسبب ضعف أجرها مقارنة بمن هم أكبر سنا، كما أكد سيد أن العائد المادي من تلك المهنة الخطرة ضعيف جدا مقارنة بغلاء الأسعار.

 

وأضاف عامل آخر أن ما أجبره على ارتياد تلك المهنة هو إهمال الحكومة والمسؤولين لصوتهم، فقال: "لو كنا عارفين إن صوتنا بيوصل للمسؤولين مش هنقعد القعدة دي، الحكومة بتوظف العساكر، وبتزود مرتبات ظباط الشرطة والجيش، والبلد كلها ماشية بالوسايط".

وأوضح عدم وجود بدلات على ما الإصابات أو الوفاة، فيقول: "اللي رجله بتنقطع هنا أو بيحصله عاهة مستديمة بيقعد في البيت عاطل لحد ما يموت، ومافيش حد بيسأل عليه".

وقال عامل آخر يعمل بتلك المحاجر ويدعى "أشرف" والذي يعمل كمدرس للغة العربية أيضا كما أنه قام بتحضير الدراسات العليا، إنه اضطر للعمل في المحاجر بسبب غلاء الأسعار وعجزه عن توفير احتياجات أسرته، وأضاف أنه حتى أجر تلك المحاجر لا يكفي احتياجاته.
 

وأضاف آخر: "السيسي قال مافيش.. هتاكلوا مصر.. آدي مصر، واحنا أهو اللي اتاكلنا"، وتابع عامل آخر قوله: "مافيش حد هيسأل فينا، واحنا عارفين اللي فيها.. وحسبي الله ونعم الوكيل في كل المسؤولين".

 

هذا وأضاف إبراهيم أحد المتواجدين: "إحنا خسارة فى البلد دي إحنا لو في بلد تاني يعملوا لنا تعظيم سلام، الناس اللي شغاله هنا وبتفتحت في الجبل علشان تجيب قوت عيالها، مش قاعدين على مكاتب بناخد بالألوف ونسرق ونضرب وندبح ونقتل، بيقولوا فيه إرهاب، فين الإرهاب ده هما الإرهاب نفسه".

 

كما استطاعت "رصد" التواصل مع أحد الأطفال الذي عانى من إصابة بسبب عمله في المحاجر، حيث بتر إصبع قدمه دونما يلقى أي رعاية صحية أو مقابل مادي على الإصابة التي لحقت به، فقال الطفل "حسن – 14 عاما" إنه اضطر للعمل للإنفاق على والدته وأخوته، وإنه لم يحصل على أي تعويض لما أصابه، مؤكدا أن كل من يعاني من إصابة لا يلقى علاجا أو تعويضا، كما أنه لا يتم محاسبة المسؤولين.

 

صورة لبتر أصبع الطفل نتيجة إصابته في المحاجر:

صورة للطفل حسن:



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023