بعد أزمة مصرية اثيوبية طويلة حول سد النهضة، وقعت مصر مع إثيوبيا بمشاركة السودان وثيقة إعلان مبادئ اليوم الاثنين، فمنذ عهد مبارك مرورا بمُرسي وانتهاءً بالسيسي، كان التخوفات قائمة انطلاقاً من الآثار الـ(كارثية) لقيام هذا السد على أكثر من صعيد، سواء كان سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو بيئياً وغيرها، ولكن السودان بادرت منذ 2013 دعمها للسد وكانت للأسباب التالية.
الكهرباء
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير للمرة الأولى عن مساندة حكومته للموقف الإثيوبي بشأن بناء سد النهضة، وقال خلال تدشين مشروع ربط شبكتي كهرباء إثيوبيا والسودان إن "حكومته تساند إثيوبيا في إنشاء هذا السد".
وقبل عام ونصف العام قررت القيادة السودانية، دمج وزارة المياه والموارد المائية فى وزارة الطاقة والسدود، وعين المهندس أسامة عبدالله، وزيرا لها، والتى أصبحت معنية فى المقام الأول بقضية السدود الكهرومائية على مجرى النيل، فى السودان وخارجها على النيل الأزرق، وهو ما يعكس الرؤية الجديدة فى السودان، والتى تتجه إلى دعم مشروعات الطاقة الكهرومائية وإنشاء السدود واستغلال مياه النيل فى تحقيق التنمية.
ولم يقتصر التوجه السودانى لدعم انشاء السدود داخل وخارج السودان، على الجانب الرسمى فقط، فهناك دعم شعبى جسدته مجموعة من الأحزاب السياسية فى السودان والنشطاء السياسيين والكتاب، الذين يرون أن هذه المشروعات تجلب لهم الفائدة وتحقق التنمية لبلادهم، فى الوقت الذى يعانى فيه السودان من مشاكل اقتصادية جراء فقدان النفط بعد انفصال الجنوب، وظهور تأثير ذلك فى تدهور الاقتصاد السودانى وسياسات التقشف التى تتخذها الحكومة برفع الدعم وزيادة الأسعار.
منع الفيضانات
يؤكد المهندس مصطفى الهواري، الخبير المائي في تصريحات لـ"رصد" أن سد النهضة سيساهم فى تنظيم انسياب النيل، وبالتالى سيحد كثيرا من الفيضانات التى تحدث فى السودان كل عام.
توفير المياه
وأضاف الهواري أن السد سيساهم في انخفاض تبخر المياه فى بحيرة التخزين الملحقة به، فى الوقت الذى تفقد فيه بحيرة السد العالى وحدها نحو عشرة مليارات متر مكعب سنويا، بينما يتبخر نحو مليارين ونصف المليار متر مكعب من المياه من بحيرة خزان جبل أولياء، وتتبخر أيضا نحو ستة مليارات من المياه من خزانات سنار والروصيرص وخشم القربة ومروى.
تحذيرات
وقال الدكتور فيصل عوض الخبير السابق بالهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي، إن بناء سد كالنهضة سيشكل عائقاً حقيقياً أمام نهضة السودان إذا ما قُدر للسد القيام وعدم الانهيار، وستكون سبباً في زوال السودان إذا ما انهار كما تشير بعض الفرضيات، وفي كلتا الحالتين، سيستحيل تعديلها أو تغييرها عقب التوقيع".
ووجه فيصل رسالة إلى شعب السودان في مقال له قائلا: "عليكم جميعاً مُناهضة هذه الكارثة بما في ذلك (اعتراض) توقيع الاتفاقية المشؤومة يوم الثالث والعشرين من مارس، فسياسة الـ(غَطْغَطَة) والـ(مَحْرَقَة) لن تنفعكم عقب وقوع الفأس في الرأس".
