شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أتوبيسات النقل العام.. رحلة المعونة من كارتر لابن زايد

أتوبيسات النقل العام.. رحلة المعونة من كارتر لابن زايد
أعادت المنحة الإماراتية الأخيرة -التي كانت في صورة حافلات- التاريخ 40 عامًا للوراء، وقت أن كانت...
أعادت المنحة الإماراتية الأخيرة -التي كانت في صورة حافلات- التاريخ 40 عامًا للوراء، وقت أن كانت حافلة "كارتر" كما أسموها، تغزو شوارع مصر، وهي التي جاءت بعيد اتفاقية السلام (كامب ديفيد).
 
وسلم جلال مصطفى السعيد، محافظ القاهرة من سلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتي، 200 حافلة نقل عام جديدة، يوم الأربعاء الماضي، بتكلفة 180 مليون جنيه، كدفعة أولى من عقد توريد 600 حافلة خدمة شاقة، والمقدمة كمنحة من حكومة دولة الإمارات لتطوير أسطول هيئة النقل العام بالقاهرة.
 
من جانبه، قال البرلماني السابق، زياد العليمي، إنه شعور "بالقهر عند رؤية أتوبيسات نقل عام مكتوب عليها صنع في الإمارات".
 
وقال "العليمي" في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "عن إحساس القهر والقرف من كل واحد حكم البلد دي ووصلنا لكده، لما تبقى رايح الشغل وتلاقي قدامك أتوبيس نقل عام مكتوب عليه (صنع في الإمارات)".
 
منحة إماراتية على غرار أمريكا
وحكى أحمد الحصري، عن تاريخ حافلة المنحة الأمريكية، قائلًا: "في آواخر السبعينيات إثر توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، صحا المصريون على صوت مفرقعات، وكأن الحرب قد عادت مرة أخرى، ثم تبين أن الصوت المفرقع يأتي من أتوبيسات جديدة أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية مخصومة من الدفعة المقررة لمصر من المعونة الأمريكية التي نصت على عودتها اتفاقية السلام".
 
وأضاف "الحصري" في مقالة له بعنوان "كارتر.. خربان زي أتوبيساته"، نشرت على موقع البوابة نيوز، بتاريخ 20 أكتوبر 2014؛ إذ قال: "بينما نصت في بعض بنودها السرية على انسحاب إسرائيل من حقول البترول، وتسليمها لمصر دون دفع أية غرامات أو تعويضات عن احتلال دام 15 عامًا، أي نحو 5475 يومًا، استخرجت إسرائيل خلالها 16 مليونًا و425 ألف برميل بترول مصري، كانت ثلث الإنتاج المصري الكلي عن نفس الفترة الزمنية".
 
"الحصري" أوضح أن عراب الاتفاقية كان الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، لأجل ذلك أطلق المصريون على الحافلات "أتوبيس كارتر"، مضيفًا: "الغريب أن أتوبيس كارتر كان باكورة دخول القطاع الخاص في مجال النقل والمواصلات بقرار من مجلس الوزراء عام 1978".
 
 
من جانبه، عقد تامر وجيه، الباحث السابق في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية؛ مقارنة بين حافلة الإمارات و"أتوبيس كارتر"، قائلًا: "في نهاية السبعينات، وبفضل معاهدة السلام مع إسرائيل، قررت ماما أمريكا منحنا أتوبيسات حمراء جميلة كانت تسير في شوارع القاهرة، وعلى جانبها علامة الصداقة بين الشعبين المصري والأمريكي".
 
 
وأضاف "وجيه" في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا: "اليوم وبعد ما يقترب من 40 عامًا، وبفضل مجهودات السادة رؤساء الجمهورية المتعاقبين، تغير الوضع تمامًا، أو لم يتغير على وجه الإطلاق، اليوم تسير في شوارع القاهرة أتوبيسات حمراء في برتقالي، جميلة برضه، منحتنا إياها دولة الإمارات الشقيقة".
 
وتابع ساخرًا: "وهكذا، يمكننا أن نخبر برايز أن الوضع لم يتغير على وجه الإطلاق.. فلازال عندنا الشوارع والركاب والزحام، ولكن تنقصنا الأتوبيسات.. فيمنحنا إياها الراعي الأمريكي للسلام، أو الراعي الإماراتي للثورة المضادة".
 
 
مقلب أمريكي وخدعة إماراتية 
تناول مغردون تلك المنحة الإماراتية بسخرية، إذ رأوا فيها استمرارًا لنظام تبناه الرؤساء المتعاقبون على مصر، جعل منها أضحوكة العالم، مثل ما غردت به نجوى رسيم، قائلةً: "السادات ويليه من والاه تبنوا للشعب المصري سياسة الاندثار أو الانتحار"، فيما قال عمر نجم: "أصبحنا شحاتين وأضحوكة العالم".
 
أما محمد مصطفى، فعاد لعهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لافتًا إلى المنح التي حصلت عليها مصر وقتها، قائلًا: "بالمناسبة قبلها وفي عهد عبدالناصر، كانت أمريكا تصرف لنا ما أطلق عليها معونة، تقريبا نصف مليار جنيه، وذكرها عبد الناصر في خطاب يوليو ٦٦، طبعا غير الزيت والسكر والرز والقمح، وكانت تسير أيضًا في شوارع القاهرة أوتوبيسات صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، وكانت من أمريكا برضك، اللي هي أوتوبيسات المدارس الأمريكية التقليدية".
 
وعلى ما يبدو أن حافلات المنحة الأمريكية، كانت توصف بالإزعاج من قبل من عاصروها، وظهر ذلك من خلال تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول سعد محمد " كان فيه برضه أتوبيس اسمه كارتر، وده كان مقلب من المقالب الأمريكاني اللي أخدناها في السبعينات، لما طلع اتوبيس فاشل، زي المكيف اللي برضه طلع مقلب أمريكاني وكان بيسبب أزمة مرورية إلى وقت قريب".
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023