حالات اغتيال المعارضين استدعاها اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، إلى ساحة المنافسة السياسية بين عبد الفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري)، ومعارضي حكم العسكر، لكن هذه المرة بقتل الرجال بين ذويهمداخل منازلهم، وأحيانًا على فراش نومهم.
في الإسكندرية
اقتحمت قوات الأمن شقة المهندس أحمد محمد جبر، يوم أمس الأول (الإثنين) وأطلقت النار عليه أمام زوجته وطفليه، فيما وجهت أسرته نداء لمعرفة مصير جثمان ابنهم وكذا مصير زوجته وطفليه الذين اختطفتهم قوات الأمن.
والدة الطبيبة آلاء محمد علي، زوجة المهندس القتيل، قالت إن بعض جيران ابنتها أبلغوها أن قوات الأمن اقتحمت شقتها وأطلقت الرصاص على زوجها وأردته قتيلاً ثم سرقوا أمواله ومصوغات ذهبية خاصة بابنتها وحطموا أثاث المنزل وحتى الآن لا تعلم مكان احتجاز جثمانه ولا مكان ابنتها وطفليها.
لكن في الإسكندرية لم تكن الكاميرات موجودة لترصد دماء المهندس كما حدث في منزل سيد شعرواي.
في ناهيا
كشفت زوجة سيد شعراوي، في تصريحات لفضائية "الجزيرة مباشر"، أن قوات الأمن اقتحمت المنزل فجر الإثنين، الموافق 9 مارس، وقتلت زوجها على سريره غير مبالين بحرمة البيوت.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن اقتحمت، منزل شعراوي وأطلقت عليه النيران في محاولة لاعتقاله ليسقط جثة هامدة غارقًا في دمائه.
ورصدت عدسات الكاميرات صورة لنجل "سيد شعرواي" الذي يبلغ من العمر 6 سنوات يجلس بجانب دماء والده ويرفع شارة "رابعة"، العجيب أن كاميرا أخرى رصدت قوات الأمن تضع مسدسا بجوار جثة شعراوي لتبرر أنه كان مسلحا ما اضطرهم لقتله.
وعلق الناشط الحقوقي أحمد مباشر، على حالات القتل الأخيرة قائلًا: "ماذا تنتظر من طفل شاهد والده يُقتل أمام عينيه حتى لو كان هذا الوالد حقا إرهابيًا؟".
وتابع لـ"رصد": "على الداخلية أو أي من مؤيديها ألا يسألوا عن الإرهاب وسببه بعد أن يكبر هؤلاء الأولاد، فالداخلية تمهد لجيل سيكون أخطر من تنظيم الدولة الإسلامية".
ونشر هيثم أبو خليل، الناشط الحقوقي والإعلامي المعارض للسلطات الحالية في مصر، صورا للمهندس أحمد جبر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلق عليها قائلًا: "الداخلية تقتل المهندس أحمد جبر بالإسكندرية وتسرق جثمانه".
وتابع: "موضوع التصفية الجسدية داخل المنازل أمام الأهل والأطفال مع اختطاف الجثث، واعتقال أهل القتيل والذي يتبعه السفاح الجديد مجدي عبد الغفار، هو نظام فاشي مخيف، المقصود منه نشر الفزع والرعب في قلوب أي فرد ضد النظام الانقلابي الدموي، ووقف الحراك الثوري للأبد".
ووصف نشطاء وحقوقيون تصفية المعتقلين السياسيين أثناء اعتقالهم بأنه "تصعيد مذهل وخطير" ويحتاج لوقفة.