تواجه حرفة الصيد في محافظة سوهاج، العديد من المشكلات التي تفاقم الأزمة بالنسبة لمن تمثل لهم مصدرًا أساسيًا للرزق، من بين هذه المشكلات أيضًا ما يتعلق بمياه نهر النيل، التي تعتمد الحرفة عليها بشكل أساسي في تلك المحافظة.
انتشار ورد النيل بكثافة عالية
ينتشر نبات ورد النيل بشكل كبير، ما يعيق عملية الري من جانب، ومن آخر يعيق الصيادين، ورغم اختراق النيل لبعض قرى ومراكز سوهاج، إلا أن الفلاحين يجدون صعوبة شديدة في الحصول على المياه لري الأراضي الزراعية، إذ يمنع ورد النيل حركتها الطبيعية، كذلك له شديد الأثر على الصيادين، الذي يجدون صعبوة في نصب شباكهم في مياه النيل، مع انتشار هذا النبات.
يقول محمود عبدالرحيم (صيّاد)، إن المشكلة التي أصبحت تعوقهم وتهددهم في مصدر رزقهم؛ هي انتشار نبات ورد النيل وحشائشه على الضفاف، بخاصة وأنه من النباتات التي تنمو بشكل سريع، ما أصبح يعوق حركة الصيد في مناطق متفرقة من نهر النيل، لصعوبة حركة مراكب الصيد من ناحية، ونصب الشباك من ناحية أخرى.
أيضًا يؤثر ورد النيل في جودة المياه، لانخفاض نسبة الأوكسجين في الأماكن التي يتواجد فيها، ما يتسبب في ظهور أنواع من البكتيريا التي تسبب بدورها أمراضًا للبيئة السمكية، فضلًا عن منعه وصول ضوء الشمي إلى المياه، الأمر الذي يتسبب في نفوق كميات كبيرة من السمك.
وأضاف "عبدالرحيم" أن انتشار نباتات ورد النيل بكثافة عالية على جانبي فرع النيل بسوهاج، والذي يعتبر شريانًا رئيسيًا للاعتماد عليه في ري وتغذية الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى انتشار النباتات بشكل كثيف في معظم فروعه لري الأراضي الزراعية، يؤدي إلى حدوث فاقد كبير من مياه الري، بخاصة وأن النباتات وحشائش ورد النيل تمتص جزءًا كبيرًا من المياه المخصصة لري الأراضي الزراعية.
حقوق الصيادين
ويلجأ بعض الصيادين إلى ترك مهنة الصيد والعمل في وظائف أخرى، كالبناء أو أعمال حرفية كالنجارة والحدادة وخلافها، ورغم كثرة شكاويهم إلى المسؤولين في الدولة، لحل الأزمة المتفاقمة، لكن لا إجابة يلقونها.
في هذا الصدد، يقول أحمد عبدالعال (صيّاد): "يجب على الدولة أن تنظر بعين العطف للصيادين والفلاحين، ودعمهم ماديًا، عن طريق إعطائهم السلف لشراء المراكب ومعدات وأدوات الصيد، حتى ينعم المواطنون بالأسماك النيلية وباقي خيرات النيل".
