على بُعد 45 كيلومترا شرق القاهرة، وفي منطقة صحراوية، تُخطط مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة، بتكلفة مبدئية تقدّر بنحو 45 مليار دولار، وفق ما أُعلن عنه في مؤتمر شرم الشيخ.
لا غروَ أن يجذب مشروع كهذا اهتمام وسائل الإعلام العالمية التي تباينت تغطيتها بين وصفه بالعملاق، وبين مشككٍ، استئناسًا بما حدث مع مشروع المليون وحدة سكنية، وبالنظر إلى الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها مصر.
السطور التالية تستعرض أبرز ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية حول مشروع "العاصمة الجديدة"، من ناحية جدواه وإمكانية تنفيذه ودلالته:
من جانبه اعتبر نيكولاس باريسي، المهتم بالشأن الاقتصادي في الشرق الأوسط، أن "إعلان المسؤولين المصريين عن خطط لبناء مشروع عملاق لعاصمة إدارية وتجارية جديدة بمساعدة دولة الإمارات، خلال المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر، هو علامة أخرى على دعم الخليج للسيسي".
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن المشروع الذي سيشيد على أرض مساحتها نحو 700 كم مربع سوف يتسع لسبعة ملايين شخص، مما قد يخفف بعض الضغط على القاهرة، استدركت: "لكن التفاصيل المالية للمشروع والإطار الزمني لم يتم الكشف عنها، وكانت شركة أرابتك الإماراتية أعلنت العام الماضي كذلك عن مشروع بناء مليون وحدة سكنية لذوي الدخل المنخفض بمصر، لكنه لم يبدأ بعد".
ونشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية تقريرا لمراسلتها لويزا لوفلاك، قالت فيه إن "أحد المشاريع الضخمة في مصر التي يمولها الخليج، خطة لبناء مليون وحدة سكنية بأسعار معقولة، هو مشروع بالفعل في ورطة".
وأوضحت أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها النخبة السياسية في مصر حول بناء عاصمة جديدة، موضحة أن الإعلان أثار غضب كثيرين، حيث قال خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية في القاهرة إن "نخبنا السياسية والعسكرية والاقتصادية المفتونين بدبي يريدون أن يديروا ظهورهم للتاريخ الذي يعود لآلاف السنين، متظاهرين بأن مصر تبدأ من جديد.. إنهم يتوقون لمصر جديدة، مع عاصمة جديدة، وشعب جديد".
ونقلت "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية عن جيسون توفاي، وهو باحث اقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، قوله إن "مصر في حاجة ماسة إلى مزيد من الاستثمارات، التي انخفضت بشكل مطرد منذ الانتفاضات العربية والثورة في عام 2011، وهو أقل بكثير من معدل الأسواق الناشئة الأخرى وأقل بكثير من المعدل التي تحتاجه مصر للتمتع بفترة من النمو الاقتصادي المستدام".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الإسكان المصري، مصطفى مدبولي قال إن "العاصمة الجديدة ستسهم في استيعاب النمو السكاني السريع، كما أنها ستضم مطارا دوليا، ومتنزه أكبر أربع مرات من ديزني لاند الموجودة في ولاية كاليفورنيا".
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير أعدته هبه صلاح وسيمون كار إن "مشروع العاصمة الإدارية والتي ستكون في حجم دولة سنغافوة يعتبر المشروع الأبرز في المؤتمر الاقتصادي"، لافتا إلى "أن المشروع قد يواجه عقبات تتعلق بالتمويل، نظرا للوضع السياسي المضطرب في مصر، خاصة أن قانون الاستثمار الجديد لم يتم اختباره، فضلا عن مشكلات البيروقراطية"، كما أوضحت الصحيفة أن المشروع يؤكد دعم الإمارات المستمر للسيسي في مقابل صعود الإسلاميين منذ الثورات العربية من عام 2011.