قامت قوات الجيش أمس بحرق فنطاس لنقل المياه بحي الزهور بمدينة العريش، بعد أن أطلقوا النار عليه، ويأتي ذلك عقب استهداف معسكر للأمن المركزي بحي المساعيد غرب العريش فنطاس مياه مفخخا، والإعلان عن سرقة فنطاس مياه آخر في منطقة الطويل شرق العريش عقب الحادث بساعات معدودة.
وشهدت محافظة شمال سيناء خلال الأسابيع الماضية زيادة حوادث سرقة السيارات الحكومية، لا سيما سيارات نقل المياه واستخدامها في عمليات انتحارية من قبل تنظيم ولاية سيناء ضد قوات الجيش، إذ إن عمليات الكتيبة 101 وحسب تصريحات المتحدث العسكري قد تم تنفيذها بفنطاس مياه مفخخ، مما أدى لمصرع وإصابة العشرات.
ففي الرابع من مارس قام مسلحون يتبعون لتنظيم ولاية سيناء بسرقة فنطاس مياه من مرفق المياه بحي الكوثر بمدينة الشيخ زويد، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، في أثناء خروج الطلاب من المدارس والموظفين من المصالح الحكومية.
وهو ما أكده "ع. م."، صاحب محل تجاري بحي الكوثر، إذ قال: "شاهدت الفنطاس يقوده ملثم، وخلفه سيارة فيرنا يقودها ملثم يسيرون بسرعة ومرا من طريق الحسينات، وما هي إلا دقائق حتى علمت أن السيارة كانت مسروقة، ورغم أننا أبلغنا قوات الجيش بمعسكر الزهور الذي يبعد دقائق عن مرفق المياه وأخبرناهم بخط سير السيارة فإنهم جاؤوا بعد مرور أكثر من ساعة ونصف ولم يتتبعوا السيارة، بل أقاموا الكمائن داخل الحي، واعتقلوا سائق سيارة نقل نعرفه جيدا، وهو رجل غلبان لا علاقة له بشيء، بل وفتشوا المناطق السكنية، كما لو أن الإرهابي سيخبئ الفنطاس في منزله".
وتابع: "وما هي إلا أيام فإذا بنفس فنطاس المياه المسروق يسير مسرعًا عقب دقائق من انتهاء حظر التجوال نحو معسكر الأمن المركزي، لينفجر بجوار السور الخارجي للمعسكر، مخلفًا وراءه عشرات الجرحى من بينهم ثلاثة مدنيين، وعقب الحادث بساعات سرق فنطاس جديد كان من المفترض أنه سينقل المياه لمنطقة الطويل شرق العريش".
زاد الأمر من مخاوف الأهالي أن يؤثر ذلك على وصول المياه وهو ما أكده "أ.ف"، من سكان مدينة العريش إذ قال: "أي فنطاس مياه يسير في شوارع سيناء هو محل شبهة ومعرض لإطلاق النار عليه من قبل الجيش، والأيام القادمة ستشهد صعوبة في وصول المياه للأهالي".
بعد أن أصبح فنطاس المياه سلاحًا يواجه به مسلحون ولاية سيناء قوات الجيش، بدأت قوات الجيش تتعامل معه كهدف عسكري بعد أن فشلت في تأمينه، فهل نتوقع قريبًا قرارا بحظر سيارات نقل المياه كما تم حظر سيارات الإسعاف؟