شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أن تكون صحفيًا.. ليست بسيطة!

أن تكون صحفيًا.. ليست بسيطة!
دائمًا ما توصف بأنها "مهنة البحث عن المتاعب"، وفي الحقيقة فإن هذه العبارة استطاعت أن تصف تمامًا ماهية العمل الصحفي، ويكفي الاستشهاد بمقولة أن الصحافيين من أقصر الناس عمرًا، للتدليل على صحة العبارة.

دائمًا ما توصف بأنها “مهنة البحث عن المتاعب”، وفي الحقيقة فإن هذه العبارة استطاعت أن تصف تمامًا ماهية العمل الصحفي، ويكفي الاستشهاد بمقولة أن الصحافيين من أقصر الناس عمرًا، للتدليل على صحة العبارة.

والسبب وراء هذه الأساطير، هو ما يعانيه العاملون في هذا المجال من ضغوط نفسية وعصبية وجسمانية، تفرضها عليهم طبعة العمل، ولتفسير هذه الأعراض، يمكن سؤال أي أحد ممن يحيط بك ممن يمتهنون تلك المهنة، ستجد الإجابة مليئة بالتذمر من ساعات العمل التي تدوم طويلاً، والاضطرار لمتابعة الأحداث الجارية، حتى بعد ساعات العمل، ليكون دائمًا على أهبة الاستعداد منتظرًا نداء رئيسه في أي وقت.

وإن وجهت سؤالك هذا لأحد المراسلين أو المصورين الصحفيين، أو غيرهم من ممتهني العمل الميداني الصحفي، ستواجه بنفس الإجابات، ولكن يضاف إليها، القليل من الكدمات الطفيفة، وأحيانًا سرقة متعلقاتهم، فضلاً عن المخاطر الفعلية التي بات الصحافيون يتعرضون لها، والتي قد تكاد تودي بحياتهم في بعض الأحيان.

صراع مع الوقت:

يدرك جميع من يعملون في مجال الصحافة أن السلعة التي يبيعونها تنتهي صلاحيتها في غضون دقائق، فالأخبار إن لم تُنشر وقت وقوع الحدث فقدت أهميتها بالنسبة للقارئ (المستهلك)؛ لذا دائمًا تجد الصحافي الهمام في صراعٍ مع الوقت، يبحث بكل جهده عن سبقٍ صحفي، حتى بعد ساعات عمله تجده يبحث عن معلومات وبيانات يمكنه الاستفادة منها خلال عمله.

إرهاقٌ عصبي:

بتطبيق ما سبق ذكره في التقرير من صراع الصحفي مع الوقت، ومحاولاته الجاهدة في البحث عن جديد، نجد الصحفي دائمًا في حالة من الترقب والانتظار، قد يلحق بها لحظات انتظار، وفي بعض الأحيان يتبعهما يأس وإحباط، وهذا يبرر ما نراه من الأعراض التي تظهر على غالبية العاملين في هذا المجال، من إنهاكٍ واضح، وقلة النوم، وجحوظٍ في العينين، وأحيانًا تصل إلى الشيب المبكر.

الضغط النفسي:

إذا أردت أن تنضم لقطار العاملين في مجال الصحافة، فعليك أنت تهيء نفسك لاستقبال مجموعة لا بأس بها من الضغوط النفسية؛ والتي -غالبًا- ما تبدأ بقلة الفرص المتاحة أمامك، وإذا -لا قدر الله- استطعت أن تلوذ بواحدة، فلا يعني أن هذا الإرهاق سينتهي.

بل على العكس ستزداد الضغوط التي من الطبيعي أن تتحملها “عشان المركب تمشي”، فتبدأ في دوامة إقناع من أعلى منك في السلم الوظيفي بكفاءتك ومهاراتك، ومن ثم تبدأ الاتهامات الموجهة إليك حول عجزك عن تحمل المسؤولية، ولا يمكن أن ننسى خلال كل ذلك أنك ما زلت في صراعك الأبدي مع الوقت.

أمراض تنتظرك في مهنة الصحفي:

إذا كنت متمسكًا -حتى الآن- برغبتك في العمل في مجال الصحافة، يسعدني أن أزفّ إليك مجموعة من الأمراض النفسية والعضوية، نتيجة ما تعانيه من ضغوط التي من المتوقع أن تصاب بها، فور التحاقك بهذا المجال:

  • ازدياد معدلات القلق والإحباط.
  • اضطراب الساعة البيولوجية في الجسم.
  • ضعف الإدراك.
  • مشاكل طفيفة في التنفس.
  • ألم دائم في الرسغ المستخدم في الكتابة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ولا مانع من نوبات قلبية من الحين للآخر.

الصحفي فاشل اجتماعيًا!

المشاكل الاجتماعية واحدة من أهم الأعراض الجانبية التي تصاحب عملك في الصحافة، نظرًا لأن طبيعة العمل لا ترتبط بتوقيت معين، ما قد يتسبب في غياب رواد هذا المجال عن أسرهم في أوقات غير متوقعة، مما يترتب عليه الكثير من المشكلات العائلية، ويكفينا ما تحتويه شبكة الانترنت من حكايات في هذا الصدد، عن صحفي لم يحضر ولادة ابنه، وغيرها من المناسبات المهمة للأسرة.

وعلى صعيد آخر، فالصحفي شخصية غير موثوق بها بين أصدقائه، فلا تفاجئ عندما يبتعد عنك أصحابك بعد الانخراط في مجال الصحافة، فالغالبية العظمى من الناس ترى أن الصحفي شخص “فُضحي”، يبحث دائمًا عن المادة الخبرية، حتى وإن كانت تختبئ في طيات حياتهم الخاصة.

إدمان العمل الصحفي

إذا لم ترجعك أي من المتاعب التي سبق ذكرها عن قرارك امتهان الصحافة، فيجب أن تعلم أنه برغم ما قد تواجهه من صعوبات وضغوط في هذا المجال، والتي قد تودي أحيانًا إلى الموت، إلا أن هذا المجال يوفر لك دون غير بيئة غنية بالمعلومات المتنوعة، مشبعة للفضول.

ومن جهةٍ أخرى، فهذه التحديات تجعل من كل مادة تقدمها، أو سبقٍ صحفي تعرضه، مجدًا شخصيًا ومتعة لن تجدها في أيٍ من المجالات الأخرى، ما يجعل ممتهني هذا المجال متمسكين به، رافضين التحول عنه، على الرغم من كل تحدياته، وعائده المادي الضعيف غالبا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023