قديمًا كانت وسيلة المواصلات المنتشرة بين الطبقة المتوسطة في الشعب المصري هي “الحنطور”، وكانت عبارة عن عربة خشبية مطعمة بالمعادن، يجرها حصان غالبًا، ومخصصة لنقل الركاب، فكانت تلك وسيلة تقليدية إلى أن احتل مكانها مع التطور سيارات الأجرة والعربات التي تعمل بالبنزين.
لا يزال استخدام الحنطور رائجًا لكن كوسيلة سياحية أو تراثية، إذ اتجه المواطنون لاستخدام سيارات الأجرة “التاكسي” نظرًا لسرعته.
تشتهر منطقتي الحبشي وميدان البوستة في محافظة المنيا، باعتبارهما من أهم مواقف عربات الحنطور بالمدينة، فيما يعاني أصحاب الحناطير في المنطقتين من قلة الإقبال على استخدامه كوسيلة مواصلات.
حدثنا “عم محمد” صاحب حنطور في المنيا، أثناء جلوسه منتظرًا الفرج، أن الحناطير لم تعد مناسبة لتوفير لقمة العيش، رغم كونه يعمل في مهنته تلك منذ أكثر من 3 عقود.
وقال الرجل الثمانيني من العمر لمراسل “رصد”: “الأحصنة مش لاقية تآكل، تعبانين من جهة العليف، ومن جهة التبن، ومن جهة الصنعة، كيلو العلف بـ 3 جنيه، والحصان بيأكل 10 كيلو في اليوم، يعني 30 جنيه، وغير 10 جنيه تبن، ومكسبي انهاردة مثلًا مجبش 20 جنيه”.
واشتكى صاحب حنطور آخر بالمنيا من قلة الإيراد اليومي، بالرغم من التكلفة المادية التي ينفقها على حصناه وحنطوره، فقال شاب في العشرينات من عمره ورث المهنة عن أبيه: “أنا واحد زيي طالع للدنيا عايز مثلًا يكسب جنيه علشان يجهز نفسه ، والحصان بياكله بـ 40جنيه وأنا لا يكفيني في اليوم 10ولا 15جنيه.. أجيب منين؟”.
فيما أضاف آخر: “الفرق بينا وبين التاكسي إن التاكسي بياخد اتنين وثلاثة معاه في نفس المشوار، لكن أنا التوصيلة زبون واحد بس بخمسة جنيه، والزبون ميرضاش يركب حد معاه”.
وأكمل قائلًا: “العربية أما تعملها بتاع 30 أو 40 جنيه في اليوم، وأقل أكل للحصان نص بطن يكلف 30 جنيه، نعمل إيه واحنا أصحاب بيت وخيل”.