“اضرب في المليان .. دول ريحتهم نتنة ..طوبى لمن قتلهوهم وقتلوه” بهذه العبارات التحريضية ضد المعتصمين المعارضين في ميدان رابعة، وجه علي جمعة، المفتي السابق جنود القوات المسلحة برعاية الشئون المعنوية قبل فض الإعتصام في 14 أغسطس 2013، لتقوم قوات الأمن بقتل المئات، ولم تكتفي بذلك بل حرقت جثث عدد من المعارضين، في يوم وصفته العفو الدولية بأسوء واقعة قتل جماعي غير مشروع في تاريخ مصر الحديث.
ما قاله “جمعة ” للجنود في اجتماعات الشئون المعنوية للقوات المسلحة وما احتوى عليه من لهجة تحريضية للمعارضة، لم يختلف كثيرا عن لهجة الإعلام المصري المؤيد لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي المحرض ضد معارضيه، إذ قال أحمد موسى -بعد أحداث الذكرى الرابعة ل25 يناير التي قٌتل خلالها عشرات المعارضين: “كنت عايز يموت 400″ مطالبا بدك حي المطرية”
تلك لهجة استباحة الآخر وصلت إلى مرحلة “التعليم الأساسي” في الفصل الدراسي الثاني السنة الثالثة من المرحلة الإبتدائي، من خلال درس اللغة العربية الذي يسمى “نهاية الصقور”.
“يعني إيه إبني في سنه تالتة ابتدائي يدرس قصة فيها ملك العصافير عامل خطه مع الطيور، وهو ووزراؤه حبسوا مجموعة من الصقور في خيمه وولعوا فيهم… لأ وكمان بعد ماولعوا غنوا بلادي بلادي”.
هكذا انتقد الشاعر أيمن بهجت قمر ما جاء في درس”نهاية الصقور”، مؤكدا خلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” أن هذا الدرس يعلم الأطفال أن حرق العدو أمر عادي.
من جابنها، علقت مديرة مركز تطوير المناهج، سناء جمعة، على محتوى الدرس، قائلة إن “الأمر لا علاقة له بالسياسة أو بتنظيم داعش بأي شكل، وتم تأليف هذه المنهج من أكثر من عام ونصف.”
وأوضحت جمعة، في تصريحات نقلته «بوابة الشروق»، أن قصة الدرس تدور حول “الصقور والطيور، وأن الصقور ارتكبوا أعمالا تعتبر خائنة للوطن، فبالتالي كان جزائها الحرق من قبل الطيور”، بحسب كلامها.
وأشارت أن هذا الدرس أضيف للمنهج للمرة الأولى هذا العام، “أي أنه مازال تجريبيا”، لافتة إلى إجراء بعض التعديلات عليه وإرسال نشرة إلى مستشار المادة بحذف الجزء الأخيرة من القصة وترك النهاية مفتوحة للطلاب ليتخيلوا عقاب الخائنين للوطن، وفقا لكلامها،.
وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم هي التي تعتمد هذه المناهج من خلال مستشار مادة اللغة العربية في الوزارة.
تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” هو من انتهج حرق أعداءه، عندما حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة داخل قفص حديدي مطلع الشهر الماضي.