رجح عدد من الخبراء العسكريين في تصريحات لشبكة “رصد” إتجاه الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب إلى توجيه ضربة جوية إلى قطاع غزة، بحجة وجود حماس بها والتي تهدد الامن القومي المصري، خاصة بعدما أصدرت محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة السبت قرارًا يعتبر حركة حماس الفلسطينية منظمة إرهابية بعد قرابة شهر من صدور قرار مماثل بحق جناحها العسكري “كتائب القسام”.
السيسي يحاول فرض السيطرة على حساب تدمير المقاومة
وقال اللواء حمدي بركات الخبير العسكري، أن الجيش المصري بعد الانقلاب علي د.مرسي دمر نحو 1400 نفق كانت تشكل شريان حياة بالنسبة لمليوني محاصر في قطاع غزة، ومصدر رئيسي لتهريب السلاح لفصائل المقاومة لردع أي عدوان إسرائيلي، وذلك بالتزامن مع حملات إعلامية مناهضة للمقاومة الفلسطينية وأحكام قضائية تصنف الحركة وجناحها العسكري بالإرهابي، مشيرًا إلى آن تلك الأحكام تمهد لتوجيه الجيش المصري ضربة عسكرية ضد حماس في غزة.
وأضاف بركات في تصريح لشبكة “رصد” :”إن السيسي يحاول أن يفرض سيطرته على مقاليد الحكم كاملة على حساب ثورات الربيع العربي من ناحية، والقضية الفلسطينية من ناحية آخرى، إذ يحاصر قوات فجر ليبيا وفي نفس الوقت يمهد لاجتياح غزة”.
تمهيد الطريق للقصف
من جانبه أوضح العميد أسامة عبد العاطي أستاذ العلوم العسكرية السابق، أن عبد الفتاح السيسي وحكومته واعلامه هيأ الظروف والمناح منذ البداية لصدام مع حركة المقاومة “حماس” خاصة وأن الثانية كانت لها علاقة وطيدة بالنظام المصري إيان حكم الرئيس محمد مرسي، بخلاف ظهور فيديو لأشخاص ينسبون أنفسهم لتنظيم داعش في غزة، وذلك الفيديو مفتعل لتكون “داعش” احدى حجج الانقلاب العسكري للقصف.
وأشار عبد العاطي لـ”رصد” أن الطريق أصبح ممهد إعلاميًا وقضائيًا وعسكريًا لتوجيه أي ضربة عسكرية إلى قطاع غزة، إذ أنه حينما أمر السيسي بإنشاء منطقة عازلة في الجانب المصري من الحدود كانت ضمن عملية فتح مسافات واسعة لتكون فاصلا في الحرب”.
وكانت محكمة مصرية أخرى قضت في يناير باعتبار كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، جماعة إرهابية، ووصفت حماس الحكم بأنه مسيس ولا يستند على حقائق أو أدلة.
وقالت الحركة في بيان رسمي إن الحكم “انقلاب على المقاومة الفلسطينية”، وطالبت بالعمل على “فضح هذا التزوير الذي تمارسه محاكم النظام المصري.”
وأشار البيان إلى أن قرار المحكمة “يجافي حتى رأي الشارع المصري” الذي عبر، حسب البيان، بنسبة 96% عن رفضه لاعتبار حماس إرهابية، واعتبرت القرار “هروبا كبيرا لجأت إليها الأوساط السياسية في مصر بعيدا عن أزماتها الداخلية.”
مظاهرات بغزة ضد القرار
تظاهر الآلاف من الفلسطينيين، مساء اليوم السبت، في قطاع غزة رفضا لحكم المحكمة مصرية، وحمل المتظاهرون، خلال المسيرة، التي دعت إليها حركة “حماس”، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، رايات الحركة، ولافتات منددة بقرار المحكمة المصرية.
وقال مشير المصري، القيادي في حركة “حماس” في كلمة له على هامش المسيرة: إن “حكم محكمة الأمور المستعجلة المصرية يمثل انقلابا على التاريخ”.
ووصف المصري، القرار بـ”السياسي” و”الهزيل”، الذي مس “أشرف ظاهرة عرفها التاريخ المعاصر”، وفق قوله.
وتابع: “حركة حماس والمقاومة الفلسطينية هي من تصدت لحلم إسرائيل المتمثل بدولة من النيل في عمق مصر إلى الفرات في عمق العراق، واليوم يأتي هذا القرار العار”.
وأكد أن قرار المحكمة “يسيء إلى مصر وينال من دورها القومي”، مضيفا أن “القرار لا يعبر عن إرداة الشعب المصري، ولن يؤثر على حركة حماس وعظمة جناحها المسلح (كتائب القسام) الذي تصدى لثلاث حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة (من 2008-2014)”. واستدرك بالقول: ” نتمنى لمصر الأمن والأمان، ونتحدى ضلوع أي شخص من حماس في دور سياسي أو عسكري في التدخل بشؤون مصر”.
حماس.. لن نصمت أمام أي هجوم
وهدد قيادي في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الاثنين الماضي بأن الحركة ”لن تصمت” على أي هجوم مصري محتمل على القطاع في ظل استمرار توتر العلاقات بين الجانبين.
وقال القيادي في حماس صلاح البردويل خلال لقاء مع الصحفيين في غزة ”لن نصمت على أي اعتداء مصري أو غيره وسندافع عن أنفسنا لكننا لن نعتدي على أي أحد”.
واستهجن البردويل ما اعتبره حملة ”التسخين” الأمنية والسياسية في وسائل الإعلام المصرية بالدعوة لضرب الجيش المصري أهداف لحماس في غزة.
وقال إن مثل هذه الدعوات ”هي ضرب من الجنون وانحراف كبير في بوصلة الدعم المصري للقضية الفلسطينية وتجاوز خطير في الأعراف والعلاقات الفلسطينية المصرية والعربية”.
وأضاف ”أننا نخشى تكرار سيناريو الهجوم المصري على ليبيا في غزة لكننا لا نريد مواجهة مع الجيش المصري ونؤكد على احترام الإرادة المصرية مع رفضنا المطلق لحملة الاتهامات الباطلة ضدنا”.
دعوة الأطراف العربية لتدارك القرار المصري
دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، “الأطراف العربية” إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك قرار محكمة مصرية، اعتبار الحركة “منظمة إرهابية”.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، في بيان نشر مساء اليوم السبت، ، إنّ حركته تدعو “الأطراف العربية” لاتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك قرار المحكمة، وما وصفه بـ”الانهيار والتدني” في الموقف المصري تجاه القضية المصرية، دون تحديد تلك الأطراف، واستنكر أبو زهري، في ذات السياق التصريحات الإسرائيلية التي رحبت بقرار المحكمة المصرية.
