لم يتأخر التدخل العسكري الدولي على ممارسات “داعش”، وتسارعت الغارات الجوية على معاقلها، ولكن التدخل الإيراني الداعم للأنظمة القمعية العربية تارة بقوات الحرس الثوري في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وأخرى بميليشيات الحشد الشعبي لدعم نظام المالكي، وأخرى لجماعة الحوثي المنقلبة على الحكومة الشرعية في اليمن، لم يجد من المجتمع الدولي أي تدخلات عسكرية لإنقاذ المدنيين في تلك الدول، واكتفى الرد بالإدانة اللفظية في بعض الأحيان فارتفع سقف الطموحات التوسعية لإيران.
“سنسيطر على الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز” هكذا صرح القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد جعفري، اليوم، وقال -وفقا للعربية- إن بلاده “بلغت قوة فريدة” لا تريد أن تدخلها “حيز التجربة العملية”، مهدداً بسيطرة القوة البحرية الإيرانية على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، منهياً تهديده قائلاً “دون أدنى شك.
وفي سوريا كان للتدخل الإيراني دور بارز في مواجهة الثورة السورية وإطالة أمد الصراع بالدعم المسلح لنظام الأسد لقتل شعبه، وهذا دفع بأن يعلن مجلس قيادة الثورة السورية منذ أيام أن سوريا باتت بلدا محتلا من قبل إيران، وذلك بسبب الحروب التي تخوضها من خلال مليشيات وعناصر “مرتزقة وشبيحة” في المدن والبلدات السورية.
وحمّل المجلس في بيان له كلا من مجلس الأمن، ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي المسؤولية عن استمرار الحرب والسكوت عن الاحتلال الإيراني والنظام الأسدي، بحسب وصف البيان.
وأرسلت إيران -حليف الرئيس السوري بشار الأسد- خبراء عسكريين بالأساس لمساعدته في الحرب التي اندلعت عقب ثورة شعبية مضى عليها نحو أربع سنوات.
كما دعا مجلس قيادة الثورة -وفقا للجزيرة- إلى تسليح المعارضة بأسلحة مضادة للطيران والدبابات لوقف آلة قتل قوات النظام.
وفي اليمن قطعت جماعة الحوثي الشيعية -المؤيدة للمخلوع علي عبد الله صالح- شوطا كبيرا في ثورتها المضادة ضد الحكومة الشرعية المنبثقة من الثورة حتى سيطرت على العاصمة صنعاء بقوة السلاح على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي اكتفى بالإدانة اللفظية بعد سقوط العاصمة على يد جماعة الحوثي.
إذ قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي الثلاثاء 24 فبراير،أن الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن “ساهم” في سيطرتهم على هذا البلد، مؤكدا “أعتقد أن ذلك ساهم في انهيار الحكومة بدون أي شك.”
وهو ما رفضته إيران في 25 فبراير أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري “يلقي باللوم على إيران، فيما تتناقض تصريحاته بشكل كامل مع أخرى سابقة لمسؤولين أمريكيين.”
وشددت أفخم -وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية- على أن موقف إيران الأساسي هو حق الشعوب في تقرير مستقبلها، مضيفة أن “على جميع الأطراف أن يسمحوا للشعب اليمني بتقرير مصير بلاده بنفسه“.
ورأت أن “أي تدخل أجنبي في التطورات السياسية الأمنية سيساهم في استمرار الأزمة وانعدام الأمن.”
وبذلك يستمر “الرفق” الدولي للدعم الإيراني المسلح للأنظمة القمعية العربية في مواجهة ثورات شعوبهم.