وجوه سكان محافظة أسيوط تغني عن آلاف الأحاديث عن معاناتهم، إذ حفر الزمن عليها علامات الحزن، بسبب تجرعهم ذل الفقر وألم الحاجة لتنمية حقيقية، تنقذهم من براثن الفقر المتوحش.
سكان المحافظة يعيشون تحت وطأة فقر مدقع، وسقطوا من حسابات حكومة الانقلاب، فلا موارد تطورهم، ولا حتى مساكن تؤويهم.
قرية المطمرة التابعة لمركز ساحل سليم بأسيوط، رغم إنها تضم أكثر من 10 آلاف مواطن إلا أنها تعيش تحت خط الفقر، ومياه الشرب فيها لا تعد صالحة للشرب.
ويعيش معظم أهالي القرية في عشش بأسقف من نبات البوص.
“أم سيد – ربة منزل” تقول: “أنا أعيش فى بيت سقفه من البوص، وعندما تمطر السماء نذهب لبيوت الجيران، عندى 5 أولاد عايشين على 150 جنيه من التأمينات والعيشة صعبة، وزوجي متوفي ولا يوجد دخل آخر، بنشرب مياه مالحة وفيها رواسب سببتلنا الأمراض“.
ويضيف “سيد منصور _فلاح”: “عايشين فى عشش كعيشة المواشي ولا أحد من المسؤولين ينظر إلينا، فنعيش على مساعدات أهل الخير وندفع فلوس للمياه ولا نشربها لأنها مالحة وبها رواسب وتسبب في إصابة معظم أهالي القرية بالفشل الكلوي“.
وتابع: “عثمان سيد فلاح”: “احنا عايشين على الأرض دي مع إنها أملاك دولة من سنين، علشان هي جنب الجبل، وغير إن مفيش مكان لينا نعيش فيه، الدولة بدل متبني الملعب، توفرلنا مكان آدمي نعيش فيه“.
أما قرية العفادرة، فتخلو مستودعاتها من أنابيب الغاز بعد احتكارها من قبل تجار السوق السوداء والذين يبيعونها بأسعار تصل إلى 80 جنيهًا، على مرأى ومسمع من حكومة الانقلاب، والتي لا تسعى بأي شكل لمساندة المواطن البسيط في شراء أنبوبة غاز.
والصرف الصحي في القرية ليس أفضل حالًا فمياه المنازل المستخدمة والمراحيض تصرف في ترعة القرية.
“شحاته محمود – فلاح” طالب بـ”رحمة” الحكومة لأهالي القرية، قائلا: ” خط الصرف الصحي يمر بقريتنا ولا نستفيد منه، بل وصل عدد من الأهالي مواسير للترع وهو ما يتسبب في الأمراض والرائحة الكريهة“.
وأردف “عياد سالم – فلاح”: “نعاني من أزمة الأنابيب، فالتموين ترك السوق السوداء يحتكرونها، ونظرًا لارتفاع أسعار بيع أنابيب البوتاجاز إلى 80 جنيها ونحن من محدودي الدخل فكيف نعيش وأبناؤنا في ظل هذا الغلاء الفاحش، ونحن لا نجد الأنبوبة إلا نادرًا وبهذا المبلغ الرهيب“.
