تحولت شوارع محافظة القليوبية إلى حفر لمستنقعات المجاري والمطبات، وذلك بسبب مشاريع غير مكتملة للحكومة المصرية كمشاريع الصرف الصحي والغاز وغيرها، فلا يجني المواطن ثمرة المشروع المرجوة، ولا ينعم بشوارع تصلح للاستخدام الآدمي.
ففي قرية عرب جهينة التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، والبالغ عدد سكانها نحو 13 ألف نسمة، تعد مثالًا واضحًا لإهمال الحكومة، إذ أصبحت شوارع القرية كالتضاريس إما حفرًا أو مطبات، والتي تعركل سير المواطنين، فضلًا عن تسببها في الحوادث للعربات والمركبات المارة، إذ تكررت الحوادث في القرية بسبب تلك الحفر والمطبات.
الحفر تتحول إلى بركٍ في فصل الشتاء بفضل الأمطار، أو الصرف الصحي، لتملأها المياه نتنة الرائحة، المليئة بالحشرات والميكروبات، أو تتحول لمكبات قمامة وحيوانات وطيور نافقة، مايسبب ازعاجًا للأهالي بسبب الرائحة الكريهة، وانتشار الحشرات، وربما كانت الحفر سببًا لحوادث للأطفال الذين يلعبون بشوارع القرية بحسب ماصرح به عدد من الأهالي.
هذا ورصد مراسل الشبكة آراء أهالي القرية للوقوف على آثار تلك المشكلة في حياتهم، فقال محمد حسين: “لما من كام سنة بدأ الحفر فرحنا إن أخيرًا بعد العناء ده هيدخل لينا صرف صحي، ويافرحة ما تمت يجو يحفروا شوية ومنشفش وشهم غير بعد فترة كبيرة، وياريتهم بيردموا اللي بيحفروه، لأ يسبوه يزعجنا ويمشوا”.
وقالت السيدة “محاسن عبد الله” أن الحفر الموجودة بالطريق تعوق حركتها في التنقل، مؤكدةً أنها سيدة كبيرة في السن ولا تستطيع التأقلم مع كم الحفر والمطبات في الطريق لصعوبة حركتها.
لتضيف السيدة “رشا حسن” قولها: “أبوس إيد المحافظ يخلص الحفر دا عيالنا هتموت في الحفر دي”.
وأفادر المهندس الزراعي “أحد إبراهيم” الذي يسكن هو الآخر بالقرية أن تلك الحفر والمطبات تعد بوادر لمشكلة كبيرة وسط تقاعس المسؤولين وإهمالهم للأزمة، وأضاف: “عدم وجود صرف صحى بالقرية واستخدام الأهالي للخزنات تحت الأرض يؤدي لارتفاع منسوب المياه الجوفية واقترابها من سطح الأرض في بعض المناطق، ووجودها فوق السطح بمناطق أخرى لتهدد مباني القرية بالوقوع والانهيار وتسبب فى قلة انتاج الأراضي الزراعية وتلوثها”.
وبتوجه مراسلنا لسؤال العاملين بمشروع الصرف الصحي، أكدوا عدم علمهم سببًا للموضوع، وأن عملهم باليومية، وأضف أحد العمال قوله: “أنا شغال باليومية، يقولولي احفر أحفر.. بطل أبطل”.
فيما أكد أحد المشرفين على الحفر أن السبب وراء توقف المشروع هو تأخر رواتب العمال، مضيفًا: “العمال بتبطل ومتشتغلش لما ميكونش فيه فلوس، لكن لو توفرت المادة كان المشروع خلص من زمان يعني دي مش مشكلتنا دي مشكلة الحكومة إنها مش بتوفر لينا المصاريف”.
هذا وأكد مسؤولين بالوحدة المحلية لمراسل رصد سعي الحكومة للانتهاء من مشروع الصرف الصحي حسب ماوعد بع المحافظ، فيما لا يرى المواطن القليوبي أية بوادر بانفراجه للأزمة التي يعيشها منذ سنين.