صرح خبير بترول، بأن دخول نوبل إنرجي الأمريكية، عملية توريد الغاز لمصر، ما هو إلا واجهة لدخول الغاز الإسرائيلي لمصر؛ إذ وقعت الشركة بالفعل عقدًا مع يونيون فينوسا الإسبانية لمدة 15 سنة؛ لتصدير 2.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لمصنع يونيون فينوسا في دمياط.
وتدير نوبل إنرجي حقول الغاز الإسرائيلي، مشرفةً على تنميتها، كما تمتلك مايقرب من 40% من بعض تلك الحقول، وتشارك في حقل ليڤياثان، فضلًا عن قيامها بتنمية وتطوير حقل تمار، والذي تقدر احتياطياته بنحو 8.4 تريليون قدم مكعب من الغاز.
نوبل إنرجي تدير أيضًا حقل لوثيان، والذي أكبر اكتشاف بحري للغاز في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، ما يرفع الاكتفاء الذاتي للطاقة في إسرائيل، ويسمح بتصدير كميات كبيرة وفيرة من الغاز.
خيانة عظمى
قال رمضان أبو العلا، خبير الطاقة وهندسة البترول، في تصريحات لـ”رصد”، إن اتخاذ قرار مثل استيراد الغاز من إسرائيل هو بمثابة الخيانة العظمى، مشيرًا إلى أن ذلك هدر لحقوق مصر في ترسيم حدودها وتقسيم الغاز، متسائلًا: “لماذا تسرع الحكومة في مثل هذه القرارات ولا تنتظر البرلمان؟”.
إبراهيم زهران، الخبير البترولي، قال، في تصريح لـ”رصد”، إن اعتماد الحكومة مثل تلك العقود “يضيع حقنا من الغاز في البحر المتوسط، وهي خيانة لو قامت بها أي حكومة، لذلك نحن نرفضها”.
من جانبه، أوضح فخري أحمد، الخبير الاقتصادي، أن استيراد الغاز من إسرائيل “يفقد مصر استثمارات تبلغ 10 مليارات دولار في البحر المتوسط” متسائلًا: “ما هي الخيانة غير ذلك؟!”.
النفي
أكد تامر أبوبكر، رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات، أن استيراد الغاز من إسرائيل شبه مستحيل، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يعدو كونه “ضرب في الوطنية المصرية”.
لكن على ما يبدو، انطلاقًا من تصريح أبوبكر، أن حكومة الانقلاب قررت إيقاف عمل وطنيتها مؤقتًا لحين استيراد الغاز من إسرائيل.
التبرير
في تصريح لخبير البترول مدحت يوسف، لجريدة أخبار اليوم، قال إن الضجة المثارة حول استيراد الغاز من إسرائيل “في غير محلها”، مضيفًا أنه “لا يوجد مانع أن نقوم باستيراد الغاز من إسرائيل والاستفادة منه خلال المرحلة الراهنة التي تمر مصر فيها بأزمة؛ بسعر رخيص واحتياج سرائيل إلى التسهيلات المصرية لتصدير الإنتاج، فلا مانع من استغلال الغاز الإسرائيلي لصالح الاقتصاد المصري”.
وتابع “يوسف” قائلًا إن “كل وطني مخلص عليه التفكير بعقلية اقتصادية بعيدًا عن التفكير السياسي”، معتبرًا أن هذا الحل مؤقت “حتى نستعيد إنتاجنا وترميم الحقول بأسعار رخيصة لدفع عجلة التنمية”.
كذلك نشرت صحيفة أخبار اليوم، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، تقريرًا بعنوان “خطوات استيراد الغاز من إسرائيل.. بدأت”، تشير فيه إلى أن مصر بدأت الخطوات الرسمية لاستيراد الغاز من دولة الاحتلال بأسعار وصفتها بالرخيصة.