” أنا مع قيام دولة العراق والشام، أنا مع داعش، ومشروعهم ليس جاهل، هذا المشروع كان ينبغي أن يتم من 50 سنة، وشباب داعش “أتقياء”، هكذا أشاد أحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية المصرية سابقا وابن عم معمر القذافي، بتنظيم”داعش” خلال مقابلة تلفزيونية له أجريت الشهر الماضي من داخل مصر مع الإعلامي وائل الإبراشي بقناة دريم الفضائية.
تلك التصريحات التي أطلقها قذاف الدم لم تكن عبر قنوات أو إعلام داعش بل كانت عبر وسيلة إعلامية مصرية وانطلقت من أرض مصر، وهو ما فسره بعض المراقبون بأن تلك التصريحات تكشف عن المسئولية المشتركة لسلطات الانقلاب المصرية وقذاف الدم في جريمة قتل المصريين في ليبيا على يد التنظيم.
يأتي استدعاء تلك التصريحات في الوقت الحالي لمعرفة من هو المستفيد من قصف ليبيا؟؛ لاسيما وأن الأماكن والمواقع التي قصفت حتى الآن لا تتبع التنظيم فضلًا عن قرار القصف كان سريعا وعشوائيا وأدى لإصابة وقتل الكثير من المدنيين.
1. حفتر:
وما يساعد في تحديد المستفيدين من ضرب ليبيا حاليًا هي تصريحات اللواء خليفة حفتر قائد الانقلاب العسكري في ليبيا، الذي دعا سلطات الانقلاب المصرية للتدخل في ليبيا لمحاربة ما أسماه بـ”داعش”، وقد أجرى”حفتر” مداخلة هاتفية بالأمس مع الإعلامي وائل الإبرشي أكد فيها على دعمه للتدخل العسكري المصري في ليبيا، قائلا:” أنه لا فرق ولا حدود بين ليبيا ومصر، مضيفا:” على مصر زيادة دعمها لنا ودعم القوات الليبية هو الحل لمواجهة ما يجري فنحن لدينا إمكانيات متواضعة نواجه عبرها هذه الجماعات ولذلك نطلب الدعم من أشقائنا”.
2. الإمارات:
وتجدر الإِشارة إلى أنه في أكتوبر الماضي نشرت الواشنطن بوست مقالًا بعنوان (هل ليبيا حربٌ بالوكالة؟)، تطرقت فيه للحديث عن تشكيل التحالف الإقليمي الذي يحاول فرض السيطرة على المشهد الليبي المعقد والمتداخل بشدة، هذا التحالف يشكله ثلاثة لاعبين رئيسيين هم (مصر/ الإمارات/ الجزائر).
وأشارت الصحفية إلى أن مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو ترى أن ليبيا تمثل لها خطر يهدد أمنها، وهو ما حذرته منها الـ”نيويورك تايمز” أيضًا إذ توقعت في تقرير لها بـأغسطس 2014 أن ليبيا على وشك الوقوع مرة أخرى في صراع دام على السلطة والنفوذ بعد ثلاثة سنوات على الإطاحة بالديكتاتور، معمر القذافي، إلا أن هناك تقارير تظهر أن ليبيا أصبحت ساحة للمنافسات الإقليمية، حيث أن مصر والسعودية والإمارات العربية المتحد بكفة، في حين أن قطر وتركيا في كفة أخرى.
ونشرت “نيويورك تايمز” في 26 أغسطس 2014، تقريرا على لسان مسؤول أمريكي، بأن مصر والإمارات العربية المتحدة قامت سرا بشن غارات جوية على كتيبة مصراته الموالية للإسلاميين مرتين خلال الأسبوع الماضي، إنذاك.
من جانبه، علق علق د.محمد الصغير، عضو مجلس الشورى المصري السابق، فى تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” على توجية الجيش المصرى ضربة جوية على أهداف داعش فى ليبيا قائلا:”فتش عن المستفيد واربط خيوط اﻷحداث تتجمع لديك أجزاء الصورة زيارة بوتين+طائرات فرنسا+هزائم متتالية لحفتر+تدني شعبية السيسي عند شعبه= ضرب ليبيا”
وقال في تغريدة أخرى: “أحذر السيسي من اللعب بالنار في الملف الليبي وتوريط الجيش المصري لصالح حفتر ﻻسيما وأنه مازال في ليبيا أكثر من مليون مصري سيحملون وزر أفعاله”.
فيما قال الإعلامي أحمد منصور، السيسى يحفر قبره، فقبل عدة أسابيع أكدت فى هذا المكان أن السيسى سيحاول القفز على فشله وجرائمه فى مصر بإعلان الحرب على ليبيا.
وأضاف منصور خلال تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع”فيس بوك”:” وهذا ما قام به للتغطية على فضائح التسريبات وانقطاع التمويل المالى من الخليج ووتمزق شمل حلفائه وداعميه وفشله فى سيناء وعجزه عن حل أبسط مشكلات الشعب المصرى من أنبوبة البوتجاز وحتى رغيف الخبز وانكشاف أكذوبة مشروع قناة السويس لذلك قرر أن يفعل ما يفعله الطواغيت الفشلة دائما حينما يحيط بهم الفشل من كل مكان وهو توريط بلادهم فى حروب خارجية اعتقادا منهم أن هذا يجمع الشعب حولهم لكن عادة ما تكون هذه الحروب الخارجية بداية نهايتهم تذكروا غزو صدام للكويت ومغامرات القذافى فى إفريقيا وابدؤوا فى الأيام لنهاية السيسى “.
ونشر تنظيم “داعش” تسجيلا مصورا مساء الأحد يظهر مقاتلي التنظيم، يعدمون 21 مصريا مسيحيًا ذبحا في ليبيا، ولم تمض سوى ساعات حتى أعلنت القوات المسلحة عن توجية ضربات إلى ليبيا ردًا على المذبحة، على حد زعمهم.