دعا قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي لاتخاذ ما وصفه بالتدابير المناسبة تجاه الأوضاع في ليبيا باعتبارها تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
واعتبر عدد من الدبلوماسيين دعوة عبدالفتاح السيسي، والفرنسي فرنسوا هولاند، إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي واتخاذ “تدابير جديدة” ضد تنظيم “داعش”، مجرد سعي مصر إلى إضفاء شرعية دولية وتكوين تحالف دولي يساندها في حربها ضد “داعش “، مشيرين إلى أن قيام “داعش” بقتل المواطنين المصريين محاولة من أجهزة الاستخبارات الغربية للإيقاع بالجيش المصري وتشتيته للحرب خارج حدوده ، إضافة إلى كسب دعم مالي وتكوين ظهير دولي وتغطية على جرائم الانقلاب.
دعم مالي
بعد فضيحة التسريبات الأخبرة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي والتي أظهرت الدعم المالي الكبير من الخليج لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إلا أنه يريد مزيدًا من هذا الدعم المالي.
حيث قال الكاتب الصحفي الكويتي المؤيد للانقلاب “أحمدالجار الله” في عدة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر“، عبر صفحته الشخصية ” يا زعيم مصر يا جيش مصر يا أهل مصر نحن أمام سيناء أخرى في ليبيا لنعلنها حربا علي جزاري الرقاب اضربوهم في مواقعهم ثأرا لدم أقباط مصر، يا جيش العز وقاهرة المعز لتتحرك أجناد مصر وقتل أوباش الأرض إنهم فاحش وليس داعش العالم كله مع أجناد مصر ليثأروا لقتلت أبناء مصر”.
وتابع: “الأردن كان رد فعله علي حرق الطيار الأردني زلزلت الأرض ولا زال طيارانها ينتقم من جزاري فاحش وليس داعش لنزلزل الأرض من تحتهم خطرهم دولي، نقول لزعيم مصر ولأهل مصر ساعة الأنتقام العادل السعودية كويت إمارات بحرين ودول أخري عربية ستكون مع مصر كما كانت مع الأردن مصر الدنيا معها، الذي سنحاربه في ليبيا جزاري فاحش لن نحارب شعب ليبيا العظيم بل هذا الشعب سيحارب معنا هؤلاء الجزارين الذين حان حرقهم، الذين نحروا من جزاري فاحش في ليبيا ليسوا مصريين إنهم عرب أرضهم من المحيط إلى الخليج والثأر لهم عربي وليس فقط مصري”.
رجل الغرب
بعد ثورات الربيع العربي في المنطقة وتغير التعامل العربي مع الغربي في دول تونس ومصر واليمن وليبيا ، بحثت أوروبا عن حلفاء آخرين ، وبعد الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي لم تجد أوروبا أفضل من السيسي ليكون حليفها في المنطقة.
حيث نشرت صحيفة فايننشال تايمز مقالاً لجدعون راخمان من دافوس، حيث أقيم المنتدى الاقتصادي العالمي. وجاء المقال بعنوان “شبح جهادية تنظيم داعش يخيم على النقاش بشأن مستقبل الشرق الأوسط”.
ويقول راخمان إن الترحيب الذي حظي به قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في المنتدى الاقتصادي العالمي يحمل في طياته أمرًا رمزيًا، حيث بدا الأمر كما لو أنه المرحلة التي توقف فيها الغرب عن التودد للديمقراطية في الشرق الأوسط وعاد إلى الصيغة القديمة: “الزعيم العربي القوي” الذي يقدم استقرارًا محدود الأمد ويقمع الحركات المسلحة الإسلامية.
ويرى راخمان أن أسباب ترحيب الغرب بالنظام الجديد في مصر واضحة، حيث يتزايد خوف الغرب من الإرهاب الجهادي والحركات المسلحة الإسلامية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية.
تغطية على الجرائم
ارتكب قائد الانقلاب العسكري العديد من الجرائم منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي قتل فيها الآلاف وتم اعتقال عشرات الآلاف ، لتشهد إدانة منظمات حقوقية عالمية أبرزها منظمة هيومن رايتس ووتش.
وقال المحلل السياسى “راكان السعايدة” أن النظام الانقلابي في مصر يبحث عن مبرر قوي، لأنه متهم ومحرج أمام الشارع المصري حاليًا بعدم قدرته على توفير الأمن والأمان والاستقرارالذي لطالما نادى به.
وأضاف:”هناك رغبة للجيش المصري في التدخل في الشأن الليبي، وتلك الرغبة موجودة من فترة وكانت تتم في الخفاء دون وجود مبرر قوي لاعلانها، ولكن اليوم استغل السيسى حادثة مقتل 21 مصريًا في ليبيا ليجعل التدخل العسكري المصري في ليبيا أمام الجميع وبحجج مقنعة خاصة أمام الغرب”.
تأييد دولي للانقلاب
أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن توجه وزير الخارجية في حكومة الانقلاب سامح شكري إلى مجلس الأمن يهدف إلى إعطاء الشرعية إلى مصر لمواجهة الجماعات المسلحة وفي مقدمتها تنظيم “داعش” والحصول على غطاء دولي للقيام بعمليات عسكرية ضد فرع تنظيم “داعش” في ليبيا وإلزام دول الجوار بإحكام الحلقات حولها وعدم السماح بدخول أسلحة أو مقاتلين أو تمويل إلى التنظيم الإرهابي.
وأضاف حسن – في تصريحات صحفية – أن وزير الخارجية في حكومة الانقلاب سامح شكري سافر إلى نيويورك من أجل عرض وجهة النظر المصرية لمواجهة “داعش” في ليبيا ولاسيما بعد الحوادث المتكررة التي تعرض لها المصريين هناك.