تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم، وفي مصر تعتبر اللعبة الأكثر دموية، بعد وفاة 116 مشجعًا مصريًا خلال مبارتين.
مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شهيدًا من أولتراس أهلاوي عام 2012 ، بعدها بـ3 أعوام وفاة 22 من مشجعي أولتراس نادي الزمالك أمام ستاد الدفاع الجوي.
الأمر نفسه حدث في انجلترا قبل ربع قرن إلا أن اللورد تايلور أنهى هذه الأزمة ، لتصبح علاقة هذه الأحداث المأساوية في حياة الانجليز مجرد ذكرى.
حادثة هيسيل
الثمانينات كانت العقد الأسوأ في تاريخ الجماهير الإنجليزية، ففي 1985 شب حريق في استاد نادي برادفورد سيتي، وهلك 56 شخصا ما بين النيران والأبواب المُغلقة.
وفي نفس العام وقعت حادثة هيسيل وتعد ضمن أكبر حوادث شغب الملاعب، حيث قتل فيها 39 مشجعا إيطاليا ينتمون لنادي يوفنتوس على يد مشجعى فريق ليفربول الإنجليزي، خلال مباراة الفريقين على ملعب هيسيل ببلجيكا في نهائي بطولة دوري أبطال أوربا، وعقب الحادث اتخذ الاتحاد الأوربي لكرة القدم قرارا بمنع الفرق الإنجليزية من المشاركة في مسابقات أوربا لمدة 5 سنوات.
وفي نفس العام شهدت بروكسل، العاصمة البلجيكية، مقتل 39 مشجعا في مباراة اليوفنتوس الإيطالي وليفربول الانجليزي، في الكارثة التي وُصفت “بالساعة الأحلك” في تاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومُنعت بسببها الأندية الانجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبية حتى بداية التسعينات.
وفي عام 1989 وقعت مأساة أخرى في ملعب هيلزبره في مدينة شيفيلد حيث سُحق 96 مشجعا نتيجة دخول غير منتظم للجماهير.
هذه المآسي حدثت رغم وجود أسوار حديدية تفصل الجماهير عن بعضهم وعن الملعب، “جعلت الاستادات تشبه معسكرات الاعتقال”، وفقا للموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم الإنجليزية.
اللورد تايلور
بعد هذه الحوادث شكلت الحكومة الإنجليزية لجنة تحقيق، وأخرجت هذه اللجنة، التي ترأسها القاضي اللورد جولدرينج تايلور، 76 توصية غيرت فيما بعد وجه ملاعب الإنجليز.
هذه التوصيات تم إدراجها في “دليل الحكومة الأخضر إلى السلامة في الملاعب الرياضية”، ويتم تطبيقها حاليا على الـ 92 ناديا المشاركين في الدرجات الأربع العليا من الدوري الانجليزي.
وتقوم السلطات المحلية بمراقبة تطبيق الأندية لهذه التوصيات بمشاركة لجنة استشارية تضم مسؤولي الأندية والشرطة والإسعاف والمطافي، وتجتمع هذه اللجنة شهريا.
ويذكر كريس ويلي، مدير أول سلامة الملاعب والأمن في اتحاد كرة القدم الإنجليزي، في مقالة نُشرت على موقع الاتحاد، أنه على كل نادٍ رياضي، وفقا للدليل، أن يعين “ضابط سلامة” مسؤول عن تشغيل وإدارة الملعب وسلامة كل المشجعين في يوم المباراة.
ويعاون الضابط مشرفون مدرَبون على مستوى وطني، يتراوح عددهم بين 1000 و100 في كل استاد وفقا لسعته، وهؤلاء المشرفون ملتزمون بعشرة واجبات، بداية من تأمين دخول وخروج وتوزيع الجمهور بشكل يمنع الازدحام خاصة عند الممرات، بالإضافة إلى عمليات التفتيش، وتوفير الإسعافات الأولية والاستجابة لحالات الطوارئ، مثل اشتعال النيران.
وعلى الجانب التكنولوجي، تلتزم الأندية بتوفير بوابات إلكترونية دوارة تقوم بتصوير وتسجيل دخول كل متفرج، وعرض صوره في غرفة التحكم المركزية في الاستاد، وعن طريق الشاشات يُمكن لضابط السلامة أن يتعرف على عدد الموجودين في كل بقعة من الممرات والمدرجات، ما يوفر إنذارا مُبكرا يمنع التكدس، حيث يلتزم كل استاد بتوفير شبكة من الكاميرات حول الملعب، بالإضافة إلى نظام صوتي لمخاطبة الجمهور في حالة الخطر.
كما تضع جميع الأندية في أقسام الدوري الانجليزي الأربعة الكبار، معلقات توضح الممنوعات للجمهور من أفعال وألفاظ.
ورغم كل هذه التجهيزات فضابط السلامة ملتزم بوضع خطة للطوارئ وخطة للإخلاء السريع.
هذه الإجراءات قللت احتمالات الشغب وحسنت أوضاع المتفرجين في الاستادات الإنجليزية حتى الكبيرة منها، مثل ملعب ويمبلي الجديد (90.000 مقعدا)، وأولد ترافورد، استاد نادي مانشستر يونايتد (78.000 مقعدا) واستاد الإمارات، لنادي أرسنال (60.000 مقعدا).