تمر الذكرى الـ 3 لمذبحة القرن الكروية فى مصر، والتي تم تصنيفها فيما بعد بأنها من أسوأ ما حدث فى ملاعب كرة القدم على مستوى العالم، وذلك للعدد الكبير من الضحايا الذين سقطو فيها، وتحتل تحديدًا المركز السادس من حيث عدد الضحايا.
وبنظرة سريعة للوراء، سنجد أن حادثة بيرو عام 1964 والتى راح ضحيتها 318 قتيلاً وحوالي 500 مصاب في أحداث عنف عقب مباراة منتخب بلادهم أمام الأرجنتين، في التصفيات المؤهلة لدورة الالعاب الأوليمبية هى الأعنف على الإطلاق، وتليها أحداث غانا في عام 2001 والتي راح ضحيتها 130مشجع في العاصمة الغانية، إثر أحداث شغب شهدها ملعب “أكرا” بين جماهير ناديى هارتس أوف أوك ،وأشانتى كوتوكو وبسبب فزع الجمهور من حدوث مواجهات بين بعض المشجعين.
ثم موقعة “ليفربول” الأكثر شهرة فى تاريخ كرة القدم، وهى التى وقعت فى 15أبريل 1989 وراح ضحيتها 96 قتيلاً و175 مصابًا خلال أقتحام الجماهير لملعب مباراة ليفربول ونوتنجهام فورست فى كأس الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم ، ولقى 93 مشجعًا مصرعهم وأُصيب حوالى 100 في ملعب كاتماندو بالنيبال، إثر أقتحام الجماهير للملعب خلال مباراة نيبال وبنجلاديش التي أُقيمت على ملعب الأول، وواقعة نيبال فى أكتوبر 1996 بجوانتيمالا، وسقط 80 قتيلاُ و150 مصاب، خلال اجتياح الجماهير لملعب ماتيو فلوريس في جوانتيمالا، قبل بداية مباراة جوانتيمالا وكوستاريكا فى تصفيات كأس العالم 1998،على خلفية تزايد أعداد المشجعين بسبب بيع تذاكر مزيفة.
وتاتي مذبحة شهداء جماهير النادي الأهلي في استاد بورسعيد في المرتبة السادسة ضمن اسوأ الكوارث الكروية، حيث راح ضحيتها 76 قتيل و1000 مصاب، والتي تعد اسوأ كارثة شهدتها الملاعب المصرية منذ تاريخها بعدما هاجم جماهير المصري البورسعيدي جماهير النادي الأهلي عقب انتهاء اللقاء وسط انفلات أمني ملحوظ ، وكان أقل عدد من الضحايا قد وقع فى حادثة كوت ديفوار فى مارس 2009 و راح ضحيتها 12 مشجعًا، تزامنا مع مباراة كوت ديفوار ومالاوى فى تصفيات كأس العالم 2010.
ولكن كل من راح ضحية أحداث عنف فى كرة القدم فى جانب وضحايا بور سعيد فى جانب آخر ويبرٌز السؤال لماذا ؟ الإجابة هى ما يلي : “أن من راح ضحية لحدث كروي لم يكن مدبرًا له فما بين تذاكر مزيفه أدت لتدافع الجماهير و اقتحام الجماهير للملعب و اشتباك بين جماهير ناديين وحتى أثناء إحتفالات بالفوز وأيضًا انهيار مدرجات وحتى تدافع بسبب الخوف كما حدث فى في يوليو عام 1990 عندما قتل 62 وأصيب أكثر من 200 بجروح في اجتياح جماهيري نلملعب بالعاصمة الصومالية مقديشيو، بسبب التدافع بعد أن تسلل الرعب إلى قلوب الجماهير، بسبب إطلاق حرس الرئيس الراحل محمد سياد بري النيران في محاولة لحمايته”.
كل ما ذكرته سابقًا، لم يكن مدبرًا له كما قلت، ولكن حادثة بورسعيد أُريد لها أن تُصور أنها نتيجة اشتباك بين جماهير ناديين ،ومن دبر هذا أحسن استغلال حالة الإحتقان بين جماهير الاهلى و المصري.
وقد كان مقررًا أن تحدث هذه المذبحة فى مباراة الدور الأول فى نفس موسم المذبحة ولكن مدير أمن بورسعيد وقتها كان لديه من الحكمة والوعي، فأصر على رجوع جماهير الأهلى من محطة القطار، ولم يسمح لهم بدخول الاستاد.
وقبل المذبحة بأُسبوعين تقريبًا أرادوها أن تحدث فى المحلة فى مباراة الأهلى وغزل المحلة، واقتحمت الجماهير أرض الملعب ولكن أمن محافظة الغربية منع هذه الكارثة من أن تحدث على أرضه، وانتشر جنود الأمن المركزي فى الملعب وتم الفصل بين الجماهير، وجاء موعد المباراة الكارثة ومن العجيب أن يتم تغيير مدير أمن بورسعيد قبل هذه المباراة باسبوع فقط، وما ثبٌت بعدها عن تورط قيادات أمنية كبيرة من الجيش والشرطة، حتى تم اكتشاف أنها تمت بتدبير من المخابرات العسكرية، والتي كان يديرها فى ذلك الوقت قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسى، وبعد كل هذا يبقى السؤال لماذا كانت مجموعة أولتراس الأهلى أيام الرئيس محمد مرسي تطالب بحق من مات فى هذه الكارثة؟؟؟ ونراها فى الشوارع كل يوم تقريبًا، وعندما أتى عبد الفتاح السيسى ،وهو من كان سببًا رئيسًا فى المجزرة ،لم يُسمع لهم صوت هل أخذو حقهم ممن قتلهم؟.