تتسارع الأحداث الاقتصادية عالميًا ومحليًا، وفي الأسبوع الماضي شهدت مصر أحداث كثيرة كان أبرزها تراجع الجنيه لأدنى مستوياته الرسمية وخسائر الاقتصاد المصري من قمع تظاهرات ذكرى الثورة وتأثير وفاة العاهل السعودي على أسعار النفط.
الجمعة قبل الماضية توفي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وكان لوفاته تبعات علي أسواق النقط خاصة قبل إعلان السياسة النفطية الجديدة للمملكة، وهل ستستمر كما هي أم ستطرأ بها أية تغييرات، غير أن الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام قال لـ "رصد": إن الأسعار ستعاود مسلسل هبوطها مرة أخرى بعد ارتفاع طفيف.
حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام النفط برنت يوم الجمعة بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي زادت الغموض في سوق النفط في حين تراجع الخام الأمريكي فيما أرجعه متعاملون إلى مزيد من الدلالات على وفرة المعروض.
بدوره قال الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام لـ"رصد" معلقًا على الأمر: إن السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، ومن الطبيعى أن تتأثر الأسعار بأية تطورات سياسية داخل المملكة مضيفًا أن ارتفاع الأسعار عقب وفاة الملك عبد الله شيء طبيعي ومتوقع.
وقال عبد السلام": في تقديري، إن الأسعار سترتفع بشكل وقتي لكن سرعان ما ستعاود انخفاضها بسبب الوفرة في السوق العالمي ووجود فائض يتراوح ما بين مليون و2 مليون برميل يوميًا".
محليًا، ننتقل إلى الذكرى الرابعة للثورة التي شهدت تظاهرات حاشدة معارضة للانقلاب، غير أن قوات الأمن قابلت المعارضة السلمية بالرصاص، وهو ما أدى لاضطراباتٍ سياسية أثرت على الاقتصاد المصري، وحاولت رصد استطلاع آراء الخبراء الذين قالوا إنها كبّدت مصر خسائر كثيرة.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام: إن تظاهرات الذكرى الرابعة والعنف الذي تعامل به الأمن مع تلك التظاهرات يعطي رسالة للمستثمرين الأجانب أن ما حدث اليوم سيؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية خلال الفترة القادمة؛ لأنها أوصلت رسالة قوية بعدم وجود أمن واستقرار وبالتالي نفور الاستثمارات الأجنبية التي تتوقع حكومة الانقلاب استقبالها خلال مارس المقبل.
وقال عبد السلام : " إن تلك التجهيزات كلفت الدولة المليارات، وليس ملايين، وهو ما يعد علامة استفهام في ظل عجز الموازنة الذي يتجاوز 255 مليار جنيهًا، مضيفًا أنه يعتقد أن الآلة العسكرية التي تم استخدامها أمس استخدمت وفر المشتقات البترولية والتي يقدرها البعض ب40 مليار جنيه ".
الخبير الاقتصادي الدكتور سرحان سليمان قال إن التعبئة الأمنية للجيش والشرطة كلفت الدولة الكثير في الوقت الذي تعاني فيه اقتصاديًا مشيرًا إلى أن الرسالة التي وصلت خلال تلك التظاهرات المعارضة للانقلاب سلبية، مضيفًا أن خسائر الدولة من وقف الأعمال والمصانع والشركات ليومٍ واحد تفوق مليار جنيه متوقعًا عدم قدرة الحكومة خلال الفترة المقبلة على جذب الاستثمارات الأجنبية في وقتٍ تهرب فيه الاستثمارات المحلية.
وكان أبرز أحداث الأسبوع أيضًا هو مبادلة مستحقات المصريين بالعراق بالنفط، حيث أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن اتفاق لتعويض الديون المصرية المترتبة على العراق من خلال توريد كميات من النفط.
وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء العراقية، إن "الجانب المصري طرح على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته القاهرة موضوع المستحقات المالية المترتبة لعمالته بذمة العراق"، مبينًا أن "البلدين اتفقا على تعويض تلك المستحقات بكميات من النفط العراقي تصدر لمصر، مشيرًا إلى أن "فكرة مقترح تقضي بتصدير كميات من النفط العراقي إلى مصر لتغطية تلك المستحقات المالية".
ويُشكِّل ملف الديون العراقية أزمة بين الحكومتين المصرية والعراقية، بعدما رفض البنك المركزي العراقي دفع مبلغ 1.7 مليار دولار لمصر.
أما عن أبرز ما شهدناه خلال الأسبوع فهو مواصلة الجنية هبوطه وفقدانه 4.9% من قيمته خلال 8 أيام، حيث واصل الجنيه هبوطه في السوق الرسمي اليوم الخميس، ليصل سعر الدولار إلى 7.49 جنيه، حيث خفض المركزي العملة مطلع الأسبوع الماضي عند 7.14 جنيه، لتفقد العملة نحو 4.9% من قيمتها خلال 8 أيام.
ورسميًا، وصل سعر العملة الأمريكية إلى 7.59 جنيها للشراء و7.5901 جنيهًا للبيع، وفق بيانات صادرة عن البنك الأهلي المصري والتي غالبًا ما تتبع أسعاره باقي البنوك في البلاد.
