منذ وقوع تفجيرات العريش أمس أصدر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة نحو ثلاثة بيانات، أولها كان عقب وقوع الحادث، أما البيان الثاني والثالث فكانا عصر اليوم، ولم يفرق بينهما سوى ساعة.
خلال البيان الأول للمتحدث العسكري الذي أعقب حادث التفجير حمل البيان صبغة تهنئة للقوات المسلحة أو تحية على دورها في محاربة ما أسموه بالإرهاب في سيناء، مبتدئًا بالحديث عن دور القوات المسلحة الناجح في سيناء في حين أن الواقعة واقعة إهمال تأمين لأرواح الجنود والضحايا، وكان من المفترض أن يكشف البيان عن عدد الضحايا أو تفاصيل الواقعة، ولكنه ذهب يمتدح في دور القوات المسلحة.
إذ قال المتحدث في بيانه الأول عقب الحادث: "نتيجة للضربات الناجحة التي وجّهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المجيدة.. قامت عناصر إرهابية مساء اليوم 29/ 1/ 2015 بالاعتداء على بعض المقارّ والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون.. وجارٍ تبادل إطلاق النيران والتعامل معهم".
أما البيان الثاني الذي صدر عصر اليوم فكان بمثابة نعي للشهداء في الواقعة ثم إعلان عن استمرار عملياتهم في المداهمات ومحاربة ما أسموه بـ"بؤر الإرهاب"، ولم يتطرق البيان أيضا من قريب أو بعيد لملابسات الحادث، وكأنه سر حربي ولم يفصح عن أعداد الشهداء أو نسب الإصابة أو التقديرات الأولية.
لم تمضِ دقائق على البيان الثاني، حتى أصدر المتحدث العسكري البيان الثالث، وكان حول جنازة الشهداء، التي تغيب عنها قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، إذ قال في البيان: "تقدم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الجنازة العسكرية التي أقيمت لشهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين لبوا نداء الواجب واستشهدوا خلال الهجوم الإرهابي الغادر على عدد من المقار والمنشآت العسكرية والأمنية بشمال سيناء".
رغم مرور نحو 24 ساعة على الحادث، ورغم إعلان العديد من أهالي سيناء عن ارتفاع أعداد الشهداء لنسب تصل إلى 40 شهيدا إلا أن المتحدث العسكري يتكتم على الحقيقة ولم يُدلِ بأي معلومات حول الحادث أو الجناة لمحاسبتهم.
* مصادر: 44 قتيلا و80 مصابا
يُشار إلى أن قناة الجزيرة مباشر أكدت نقلا عن مصادر طبية لم تسمها ارتفاع عدد القتلى حتى الآن في تفجيرات سيناء إلى 44 قتيلا و80 مصابا من العسكريين، و9 مصابين من المواطنين المدنيين في التفجيرات التي شهدتها مدن العريش والشيخ زويد ورفح بشمال سيناء.
وأوضح مصدر في الإسعاف في تصريحات للتليفزيون المصري "أن الانفجارات استهدفت مديرية أمن شمال سيناء، وأسفرت عن انهيار جزء منها، إضافةً إلى إطلاق قذيفتي هاون على مبنى المخابرات الحربية، وقسم ثان العريش".
* بيانات المتحدث العسكري.. فيه حاجة غلط!
من جانبه، قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل -مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان- "لما البيان الثاني يطلع للعسكر وليس فيه أي إشارة لعدد الضحايا.. في حين صفحات سيناوية بتتحدث عن 104 قتلى وعشرات الضحايا.. يبقى لازم نعرف إن فيه حاجة غلط".
وأَضاف قائلا: "بيان جديد صدر للمتحدث العسكري باسم المجلس العسكري مفيهوش ولا معلومة أو توضيح ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وما هي الخسائر؟ ومين حيتحاسب عن حدوث ذلك، ووصول العمليات في عمق المنشآت العسكرية؟
وتابع قائلا: "مفيش أي معلومة إلا الإشادة بالقوات لتصديها الهجوم.. هو كل الضحايا دول.. وكده تصدوا"؟!