وجه صافي الكساسبة، والد الطيار الأردني المحتجز لدى تنظيم "داعش"، معاذ الكساسبة، نداء إلى التنظيم، دعاهم فيه إلى "العفو" عنه.
جاء ذلك أمام تجمع أبناء محافظة الكرك (جنوب)، التي ينحدر منها الكساسبة، في ديوان أهالي الكرك بمنطقة دابوق غربي عمان، قرب قصر الملك، عبد الله الثاني، بعد انتهاء المهلة التي منحها "داعش" للأردن من أجل إتمام صفقة تبادل بين السجينة ساجدة الريشاوي، مع غروب شمس يوم الخميس في العراق.
وأضاف الكساسبة مخاطبًا تنظيم داعش "العفو من شيم المسلمين.. وعفوكم عن أخيكم المسلم معاذ سيحظى برد فعل إيجابي وتقدير لكم من العشائر الأردنية والفلسطينية".
واحتشد أقارب الطيار في الديوان على رأسهم أعضاء في مجلس النواب "الغرفة الأولى للبرلمان" ينتمون لمدينة الطيار ومنهم رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الهادي المجالي والنائبين مصطفى الرواشدة ومازن الضلاعين.
وهتف العشرات من أقارب الطيار مطالبين بانسحاب الأردن من التحالف الدولي الذي تشارك به دول عربية لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أكد أن بلاده تريد ضمانات بأن الطيار في سلاح الجو الملكي الأردني الأسير لدى تنظيم داعش معاذ الكساسبة، مازال على قيد الحياة قبل عقد صفقة تبادل مع التنظيم.
وأضاف المومني خلال مؤتمر صحافي عقده بدار رئاسة الوزراء في العاصمة الأردنية عمان وحضره مراسل الأناضول عصر الخميس، إن ساجدة الريشاوي ما زالت في الأردن.
وأكد وجود اتصالات وتنسيق مشترك مع "الأصدقاء اليابانيين" ضمن جهود متكاملة لمحاولة إطلاق سراح الرهينة الياباني.
وعقد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، صباح الخميس، اجتماعًا مغلقًا مع رئيسي غرفتي البرلمان بهدف إطلاعهما على آخر تطورات قضية الطيار معاذ الكساسبة الأسير لدى تنظيم "داعش" منذ أكثر من شهرين.
وبحسب "الأناضول"، فإن النسور ومحمد المومني وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة اجتمعا برئيسي مجلس النواب عاطف الطراونة والأعيان عبد الرؤوف الروابدة؛ لاطلاعهما على آخر تطورات قضية الكساسبة قبل ساعات من انتهاء المهلة التي وضعها التنظيم لإتمام صفقة تبادل الانتحارية العراقية المعتقلة بالأردن ساجدة الريشاوي مقابل الإفراج عن رهينة ياباني لديه والإبقاء على حياة الطيار الأردني الأسير.
وفي بيان أصدره مجلس الأمة الأردني عقب الاجتماع المذكور وتلقت الأناضول نسخة منه أكد المجلس على عدم طرح داعش لأية صفقة جادة بخصوص الكساسبة، مشيرًا إلى وجود نوايا سيئة لدى التنظيم الذي حاول استخدام قضية "ابن الوطن الطيار" في مفاوضات جانبية.
وأكد البيان على ثقته "المطلقة بمهنية وحرفية المفاوض الأردني، الذي يمثل المرجعية في عملية التفاوض مع تنظيم داعش، ويدعو إلى تقدير الظروف المحيطة بعملية التفاوض والخيارات المتاحة أمام المفاوض الأردني، وصعوبة الثقة بتنظيم داعش، أو جدية عرضه التفاوضي المستفز".
والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها في 9 نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في الأحداث المعروفة باسم "الأربعاء الأسود".
وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر الماضي اعتقال الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورًا له على مواقع التواصل الاجتماعي.