وجه الناشط العمالي هيثم محمدين عضو حركة "الاشتراكيون الثوريون" اتهاما مباشرا لقادة الانقلاب في مصر بأن ما يجري في سيناء "خيانة"، وفق عدد من الاحتمالات كلها تؤدي لنفس النتيجة بحسب رأيه، متهما نظام الانقلاب بمحاولة دفع الإخوان المسلمين إلى تبني تفكير "داعش"، وهو ما سيُنتج عنفا أكبر عشرات المرات مما يجري حاليا.
وجاءت تصريحات محمدين في سياق الهجمات الإرهابية المتزامنة على عدد من المواقع العسكرية في سيناء وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 40 قتيلا وإصابة أكثر من 80 عسكريا، وتضرر عدد كبير من المنشآت العسكرية.
وتحت عنوان "جماعة الإخوان الإرهابية وحرب العصابات وكامب ديفيد" كتب هيثم محمدين على صفحته بموقع "فيس بوك" محللا الأحداث في سيناء قائلا: "من القواعد المعروفة في الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية أن الأراضي الصحراوية المفتوحة والأرضي المنبسطة بشكل عام هي المناطق التي يصعب فيها على مجموعات حرب العصابات مواجهة الجيوش النظامية، بينما تُعتبر المدن والغابات مناطق أفضل كثيراً، والتجربة المصرية والعربية في ذلك كثيرة (انتصار المقاومة الشعبية في السويس على الجيش الصهيوني بعد ما شارون دخل السويس ٢٤ أكتوبر – انتصار حزب الله على إسرائيل في معركة الجنوب اللبناني".
ثم تساءل عضو حركة "الاشتراكيون الثوريون": "كيف تستطيع المجموعات المسلحة في شمال سيناء القيام بكل هذه العمليات ضد الجيش في محافظة لا يتجاوز عدد سكانها ١٠٠ ألف نسمة ومدن صغيرة جدا وأراضٍ صحراوية مفتوحة لا تصلح غطاءً جيداً لحرب العصابات"؟!
وطرح محمدين الإجابة عبر احتمالات عددها في نقاط: "إما أن العصابات المسلحة تختبئ في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة المصرية والمنزوعة السلاح باتفاقية كامب ديفيد، وبالتالي يصعب الوصول إليها أو يتم الوصول إليها متأخراً جداً؛ بسبب إجراءات "استئذان إسرائيل"، وفي هذه الحالة لو أن القيادة العسكرية والسيسي صادقين في ما يسمى الحرب على الإرهاب لكانوا أسقطوا كامب ديفيد فوراً لضرورات حماية الجنود والأرض، وإذ هم لم يفعلوا ذلك فإنهم يدفعون بالجنود إلى الموت وهي جريمة خيانة".
وطرح محمدين احتمالا آخر بقوله: "وإما أن القيادة السياسية والعسكرية المشغولة بالاستيلاء على السلطة والثروة بالانقلاب العسكري لم تقم بدورها بتدريب وتسليح القوات على النحو الكافي، وإذ هم لم يفعلوا ذلك لاستثمار دماء الجنود في لقمع الثورة؛ للحفاظ على استثماراتهم وسلطتهم فتلك خيانة أيضا".
وأضاف: "وإما أن العقيدة القتالية للجيش غير موجودة؛ لعدم معرفتهم بطبيعة العدو، فهم يقتلون ويرحّلون أهالي سيناء يومياً، وكذلك المتظاهرين في شوارع مصر بطول البلاد وعرضها"؟!
وتطرق هيثم محمدين إلى كيل النظام الاتهامات بالإرهاب لجماعة الإخوان المسلمين بقوله: "بضع آلاف من المسلحين في سيناء استطاعوا القيام بكل هذه العمليات ضد الجيش والشرطة في مناطق طبيعتها الجغرافية في صالح الجيوش النظامية، فكيف هو الحال والانقلاب العسكري عبر المذابح والدعاية الإعلامية يصر على دفع جماعة الإخوان المسلمين -التي تضم في عضويتها نصف مليون كادر على الأقل- إلى تبني العنف وسيلة للتغيير؟!
كيف هو الحال إذا تم دفع هذه الإخوان إلى تبني أفكار "داعش" وأضحت العمليات المسلحة في القاهرة البالغ عدد سكانها ٢٠ مليون، أو أسيوط أو المنيا أو محافظات الدلتا؟!
وأنهى الناشط الحقوقي وأحد أبرز وجوه ثورة 25 يناير تدوينته بعدد من الهتافات الثورية بقوله:
"الإرهاب إنت اللي زرعته .. ذليت الشعب وجوّعته"
"يا ابو دبورة و نسر و كاب .. دولتكم هي الإرهاب"
"يسقط الانقلاب العسكري .. تحيا الثورة"